أبطال التحمل وفرسانه هم أبطال (العيار الثقيل) والنفس الطويل لكن سباقات السرعة سلبتنا الانتباه، ونسينا ابطالاً حقيقيين وفرساناً مميزين في هذا المضمار بقوته وصبره الجميل .
يبدو في هذا الجانب إنجاز اسطبلات المملكة كمحطة لا يمكن تجاوزها، فقد انتزع هذا العرين الأخضر كل بطولات موسم سباقات التحمل الرئيسة وسجل بأحرف من ذهب وأحكم قبضته على (ثلاثية الموسم) وأثبت خلال فترة قصيرة جداً لا تتجاوز الأشهر منذ دخوله عالم سباقات القدرة أنه سيد الساحة وثلاث بطولات من وزن العيار الثقيل عيار 21 خطفها فرسانه وبدأوها بكأس سمو ولي العهد و(أنوار المملكة) تشع بأنوارها ثم عادوا في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين (بالجواد السخي) وهو يسجل ثنائية الانجاز والاعجاز.
وليختموها بالأمس القريب بكأس المؤسس وأنوار المملكة تضيء بابداعها وارقامها القياسية (عروس الشمال) وتأكيد انجاز تاريخي غير مسبوق ولا فى الخيال.
إنجاز كهذا لا بد أن يحفر تفاصيله في ذاكرة التاريخ الفروسي فمثلما حقق الاسطبل الأزرق في سباقات السرعة (سداسيته الشهيرة) ودخل التاريخ حري بنا أن نسجل هذه الثلاثية العاصفة والباهرة لاسطبلات المملكة في سباقات التحمل ونفسح له المكان اللائق في ذاكرة سجلات الذهب والتاريخ الفروسي.
والإنجازات كما نعلم لا تأتي من فراغ بل هي نتاج تخطيط ودعم وعمل مضن وهو أسلوب يتقنه مهندس اسطبلات المملكة الأمير الوليد بن طلال. ولعل إسناد مهمة تدريب الاسطبل إلى مدرب وطني يقود فريقا وطنيا ايضا وهو المدرب نجيب البرجس كان أولى خطوات التخطيط المقنن في هذا المجال فهذا المدرب الوطني خرج من عباءة خبرة مميزة في سباقات السرعة واستفاد كثير من التكتيكات والخطط واساليب التدريب التي استقاها من خبرته السابقة ليحصل على ما اكتسبه كله في خدمة جياد وفرسان اسطبلات المملكة وليتحقق هذا الإنجاز وثلاثية الموسم في هذه الفترة القصيرة وهو انجاز غير مسبوق نذكره هنا ونحن نحس أن بطولات سباقات التحمل لم تجد من الإعلام ما تستحقه من متابعة ونحس أن هناك (علامات)!! في هذا المضمار تبحث لها عن إجابات قد تظل حائرة.
التحية لهذا الاسطبل الذي لفت الأنظار والذي نأمل أن يكون خير ممثل لنا في الاستحقاقات المقبلة خارجيا هو وبقية الاسطبلات وإعادة هيبة سباقات التحمل لأبطالنا في هذا المجال.