فرانك ميقواير (أحد أبرز القياديين في عالم الإدارة على مستوى العالم) يقول إن العامل المشترك للشركات العالمية في نجاحها وتميزها عن غيرها يعود إلى كيفية تعامل تلك الشركات مع موظفيها وجعل الموظف يعمل وكأنه هو صاحب العمل .. هذا الشعور لا يمكن أن يأتي من فراغ، فخلق بيئة عمل داخلية تجعل الموظف يؤدي عمله وكأنه هو المالك يحتاج إلى زيادة حماس الموظفين داخل المنشأة وجعل الموظف يشعر بارتياح تجاه نفسه، وبالتالي زيادة الإنتاجية التي بدورها تؤدي إلى زيادة الربحية على المدى البعيد.كثير من الشركات وخصوصاً الشركات في العالم العربي، تحفز الموظفين والأفراد لديها بالعائد المادي فقط وهو بلا شك مهم ولكن ليس هو الأهم. فسلوك المديرين تجاه الموظفين والعلاقات المتميزة معهم هي من تشحذ همم الأفراد وتجعلهم يؤدون العمل على أكمل وجه، فلا يوجد لدي أدنى شك أن موظفي الشركة سيعاملون عملاءها كما تتعامل الإدارة معهم، فبالتالي يجب أن تحترم الشركة موظفيها وتشعرهم أنها بحاجة إليهم.ما دعاني للكتابة في هذا الموضوع هو القصور الكبير الموجود لدى الكثير من الشركات المحلية في خلق بيئة عمل مناسبة تجعل الموظف يبقى في العمل لسنوات طويلة تستطيع من خلالها الشركات تقديم قادة حقيقيين في عالم الأعمال، كما هو الحاصل في كثير من الشركات الأمريكية واليابانية بالتحديد، فهذا جاك ولش قاد كبرى الشركات الأمريكية (جنرال اليكترك GE) أكثر من عقدين من الزمن، استطاع خلالها قيادة الشركة من نجاح إلى آخر ولم يكن ذلك ليحدث لولا وجود بيئة عمل مناسبة .كثير من الشركات المحلية لدينا تشتكي في الآونة الأخيرة من عدم ثبات الموظف لديها ومع أي عرض مادي أفضل تجد ذلك الموظف يترك العمل متوجها لشركة آخر بعائد مادي أفضل، بغض النظر عن اسمها أو سمعتها أو حتى مكانتها، وهنا لا أقف مع الموظف ضد الشركة ولكني أحاول أن ألقي باللوم على الشركة أيضاً فمتى ما خلقت بيئة العمل المتميزة والمناسبة فحينها لن يكون العائد المادي هو الفيصل في انتقال الموظف، فهناك اعتبارات أخرى ستؤخذ في الحسبان وستحدد مصير ذلك الموظف.
د. محمد بن عبد الله العجلان