زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى إسبانيا حققت نجاحاً متوقعاً، وخاصة في المجال الاقتصادي، وأبرزه الإعلان عن إنشاء صندوق البنى التحتية برأسمال قدره مليار دولار.
كما يتوقع أيضاً أن تنجح زيارة المليك إلى فرنسا الذي عرف عنها في الأوساط السياسية والثقافية أنها صديقة العرب وخاصة إبان عهد الرئيس السابق جاك شيراك. وتكتسب زيارة الملك عبد الله لفرنسا أهمية خاصة كونها الأولى منذ انتخاب الرئيس الفرنسي الجديد نيكولا ساركوزي. وبالتالي فهي فرصة لتأسيس علاقات متينة مع الرئيس الجديد وتبادل وجهات النظر معه حول مختلف القضايا التي تهم المنطقة العربية، وخاصة فيما يتعلق بالأوضاع في فلسطين والعراق ولبنان.
فساركوزي ليس شيراك الذي عرف عنه تعاطفه مع الحقوق العربية، ولذلك فإنه من المهم أن يتم التباحث معه ومعرفة آرائه حول الأوضاع العربية عن قرب، وتوضيح الحقوق العربية وإيصالها دون تشويه أو لي لأعناق الحقائق.
والملك عبد الله خير من يستطيع أن ينقل وجهة النظر العربية والإسلامية لقادة فرنسا والغرب كونه زعيم أكبر دولة إسلامية من حيث الثقل الديني والسياسي، كما أنه شخصياً صاحب المبادرات الكبيرة، كمبادرة السلام العربية التي أطلقها عام 2002م عندما كان ولياً العهد وتبنتها الدول العربية في مؤتمر القمة الذي عقد في بيروت.
والعلاقات السعودية - الفرنسية ليست علاقات تقليدية وإنما هي علاقات استراتيجية منذ أن أسس قواعدها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد - رحمه الله - عام 1996م.
وهذا ما أكده الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك عندما قال خلال زيارته للمملكة العام الماضي: إن العلاقات بين المملكة وفرنسا استثنائية ووثيقة ومتينة وتتعزز على مر السنين.
إن قادة المملكة يحرصون دائماً على توثيق العلاقات السياسية مع دول العالم وخاصة الدول الكبرى سواء في الشرق الآسيوي أو في الغرب الأوروبي والأمريكي.
وهذا يمنح المملكة شبكة واسعة من العلاقات التي تساعدها على بلوغ أهدافها المتمثلة في تحقيق السلم الدولي، وتحقيق معدلات كبيرة من التنمية عبر التعاون الاقتصادي مع مختلف الدول.
وللملك عبد الله احترام كبير بين قادة الدول لما عرف عنه من اهتمامه بالإصلاح، وقدرته الكبيرة على الانفتاح على الآخرين وتقديره الكبير للحوار وتأسيس قنوات الاتصال مع مختلف الدول وهو الأمر الذي مكنه من لعب دور الوسيط النزيه في حل مختلف الأزمات.