تلعب وسائل الدعاية والإعلان ذات الإمكانات التكنولوجية الضخمة دوراً مهماً في التأثير في أنماط السلوك الغذائي للأفراد .. ومن أجل بيع المنتجات الغذائية بنجاح يقوم المسوقون بعقد أبحاث تسويقية مكثفة من مبدأ اعرف جمهورك، فيقومون بتصميم حملات إعلانية حساسة للغاية تهتم باللغة والثقافة والشكل العام. كما يتتبعون ردود أفعال المستهلكين الذين هم غالباً من فئة الأطفال والمراهقين والشباب، حيث يؤثر الأطفال وكذلك المراهقون في الاستهلاك الغذائي للأسرة وتحديد مشترياتها وهم القوة الخفية التي تحرك دفة الاستهلاك الأسري لمنتج غذائي دون الآخر، كما أكدت الأبحاث أن المراهقين يصرفون أموالهم على الملابس والرفاهية والغذاء السريع (الوجبات السريعة) ومنتجات العناية الشخصية.

ومع التغيرات التي يشهدها مجتمعنا على صعد عدة ومع الوفرة المالية والارتباطات القائمة بينه وبين المراكز العالمية في شتى المجالات تجد الثقافة الاستهلاكية مجالاً خصباً، كما تجد نزعة الاستهلاك رواجاً واضحاً بين فئات المجتمع بشكل عام والأطفال بشكل خاص بحكم خصائصهم العمرية.وإذا علمنا بأن شريحة الفئة العمرية السادسة عشرة فما دونها تمثل نسبة 63% من تعداد شعب المملكة العربية السعودية فلنا أن ندرك أن هذه الشريحة غير الواعية بمدى مصداقية الإعلانات التجارية وغير المدركة لأهمية الغذاء الجيد للمحافظة على الصحة تمثل قوة شرائية ضخمة مؤثرة في اقتصاديات الأسرة بشكل خاص وفي اقتصاديات الوطن بشكل عام الأمر الذي يتطلب ضرورة العمل على توعية هذا المجتمع الكبير في تعداده القليل في خبراته وهي مسؤولية تحتم توحيد وتضافر الجهود لوضع استراتيجيات مدروسة لترشيد الاستهلاك لديهم في شتى المجالات وبالتعاون مع الجهات المهتمة بالصحة العامة وحماية المستهلك.

د. فوزية المعتاز - كلية التربية للاقتصاد المنزلي بالرياض