يضع رائد مؤرخي الحركة الرياضية بالمملكة الدكتور أمين ساعاتي اللمسات الأخيرة على كتابه الجديد عن الرمز عبد الرحمن بن سعيد، ويحمل الكتاب اسم (عبد الرحمن بن سعيد.. تاريخ وعطاء)، ويأتي هذا الكتاب بعد أن انتهى الدكتور ساعاتي من إصدار موسوعة تاريخ الحركة الرياضية في المملكة بعد تحديثها، وشملت جزءاً مهماً من أحداث عام 1428هـ وتقع الموسوعة في ثمانية مجلدات على أسطوانة سي دي قبل إصدارها في كتاب ورقي.

ويقول الدكتور ساعاتي إن الشيخ عبد الرحمن بن سعيد« متعه الله بالصحة والعافية صرف على الرياضة من صحته وماله الشيء الكثير وكان هدفه فقط دعم الأندية وتأسيسها ليس في المنطقة الوسطى فحسب بل أيضاً في المنطقة الغربية.

فلقد أنشأ العديد من الأندية في مدينة جدة كالاتفاق في عام 1376هـ، كما ترأس النادي الأهلي بجدة حينما كان اسمه الثغر وكاد يحل ويلغى لولا أن أنقذه عبد الرحمن بن سعيد وقبل رئاسته، كما تحمل مسؤولية تأسيس نادي الشباب والهلال في العاصمة الرياض، وكان يدعم النجمة والنصر والأهلي وعدداً آخر من الأندية الرياضية في المنطقة الوسطى، كما أنه كان لاعباً وكان عضواً في اللجان الرياضية التي شكلت أثناء إشراف وزارة المعارف في عام 1380هـ ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية في عام 1382هـ، بمعنى أنه إلى جانب نزعة التأسيس والبناء كان عبد الرحمن بن سعيد لاعباً بارزاً في الشباب ثم في الهلال، وحينما هبط مستواه لم يفرض نفسه ولم يشترك في مباراة الهلال والوحدة على كأس الملك في عام 1381هـ.

وكان شيخ الرياضيين عضواً في بعض الاتحادات الرياضية وعضواً في اللجنة الأولمبية السعودية، ومن المفارقات العجيبة أن ابو مساعد ولد في عام 1347هـ وأن الرقم (7) قاسم مشترك أعظم مع أهم إنجازاتنا الرياضية، فلقد تأسس نادي الاتحاد بجدة في عام 1347هـ وتأسس نادي الشباب بالرياض في عام 1367هـ، والنادي الأهلي بجدة في عام 1357هـ، وتأسس نادي الهلال في عام 1377هـ، وتأسس الدوري العام على كأس الملك ودوري الكأس على كأس سمو ولي العهد في عام 1377هـ، وفي عام 1377هـ صدرت جريدة الرياض أكبر الصحف السعودية وجريدة اليوم، وفتحت المزيد من الصفحات اليومية خدمة للشباب والرياضة.

وينقسم الكتاب إلى عدة أبواب وفصول يبدأ الباب الأول بقصة ولادة ابن سعيد والحارة التي نشأ فيها وكيف أحب الكرة ثم بدأ يمارسها شاباً يافعاً، وبعد ذلك هيأته (كريزما) القيادة إلى تأسيس الأندية ثم السعي وراء انضمام أندية الرياض لإشراف إدارة الشؤون الرياضية بوزارة الداخلية، وحينما صدر قرار مجلس الوزراء بنقل مسؤولية الإشراف على الرياضة الأهلية من وزارة الداخلية إلى وزارة المعارف.. نجح بن سعيد في أن تكون أندية الرياض وأندية الشرقية في مقدمة الأندية التي ترعاها وتشرف عليها اللجنة الرياضية العليا بوزارة المعارف، ثم رعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

والكتاب يستعرض الكثير من التنافسات بين ابن سعيد وغيره من رموز الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى ابتداء من نجوم فريق الموظفين الذي كان يلعب فيه ابن سعيد ومحمد الصائغ ومحمد مكي وحمزة جعلي وصالح بن ظفران ويوسف عابد وعبد الله أخضر ومحمد عبد الله الصائغ، حتى تأسس نادي الشباب، ثبت أن مؤسسه ورئيسه هو عبد الرحمن بن سعيد بعد أن أكد عبد الحميد مشخص في شهادته على تاريخ الشباب بأن ابن سعيد هو المؤسس وهو الرئيس.

وكان الدكتور أمين ساعاتي قد أصدر آخر كتبه عن الشخصيات الرياضية المهمة في المملكة.. كتابه المعروف (الأمير عبد الله الفيصل آل سعود الأمير الشاعر المسؤول والفارس الرياضي).

وأكد الدكتور أمين ساعاتي أن من يستحقون أن تصدر لهم كتب هم هؤلاء الذين تغلب على مسيرة حياتهم التضحية بكل شيء في سبيل دعم وتطوير مسيرة الرياضة السعودية.

واختتم الدكتور ساعاتي تصريحه بقوله إن الكتاب الذي سوف يلي كتاب ابن سعيد سوف يكون عن شخصية النجم اللامع في سماواتنا الرياضية سمو الأمير فيصل بن فهد الذي أحدث نهضة رياضية تمثل حضارة وإبداع الشعب السعودي بأكمله، وقال إن هذه الكتب سوف تكون مدعمة بالكثير من الوثائق والثبوتيات النادرة التي تنشر لأول مرة.