قبل أيام قلائل فقدت الحركة الرياضية بالمنطقة الوسطى أحد نجومها الكبار ممن أثروا الساحة الرياضية فناً وخلقاً وإخلاصاً في حقبة الثمانينات الهجرية.. إنه مدافع الشباب العملاق نادر الحسن الذي وافته المنية عن عمر ناهز الستين عاماً إثر مرض عضال عانى منه طويلاً.
والفقيد ولمن فاته قطار المعرفة عن نجوميته كان يعد من المدافعين البارزين ممن نجحوا في تمثل (شيخ الأندية) بوقت مبكر من عمره الرياضي حيث شكل في النصف الأول من عقد الثمانينات الهجرية مع رفيق دربه (نادر العيد) ثنائياً صلباً ورقماً صعباً في خارطة الفريق الأبيض آنذاك. اختير لتمثيل منتخب الوسطى في دورة كاس المصيف لمنتخبات المناطق وكان بحق يعد في زمانه واحداً من المدافعين الذين كان يُشار لهم بالبنان فناً وسلوكاً وفضلاً عن روحه القتالية التي اشتهر بها داخل أرض الملعب حيث منح لقب (المقاتل) وقد أطلقه عليه الرمز الشبابي الراحل عبدالله بن أحمد - رحمه الله - هذا اللقب لأنه كان من أكثر اللاعبين.. تميزاً بأدائهم القتالي وروحهم العالية وهو يدافع عن اللون الشعار التي يرتديها.
استمر في الملاعب حتى عام 90 - 1391هـ، حيث ترك الكرة بعد عشرة أعوام قضاها في خدمة الكيان الشبابي ومثله في كافة مراحله السنية ورغم اعتزاله المبكر ظل قلبه يتسع حباً وعشقاً لشيخ الأندية وكان من المتابعين للمسيرة الشبابية حضوراً وتفاعلاً لعشقه الكبير.. بيد أنه أُصيب بفشل كلوي قبل (7 أعوام) وتكالبت عليه الظروف الصحية فتوقف قسراً.. عن زيارة البيت الشبابي ليغادر هذه الدنيا بصمت وهدوء وقد ترك بين أسوار هذه الحياة الفانية (خمسة أبناء أكبرهم تركي 18 عاماً) وزوجة مكلومة.. ليس لهم معين بعد الله إلا وقفة إنسانية من أمير الإنسانية (سلطان بن فهد) صاحب الأيادي البيضاء التي امتدت لتطوق أعناق الرياضيين المحتاجين والمكلومين، تخفف عنهم مرارة رحيل والدهم الذي خدم الرياضة السعودية سنوات عديدة وكان وفياً في عمله الحكومي حيث كان - رحمه الله - أحد الموظفين المثاليين في وزارة المالية وخدم فيها أكثر من (25 عاماً) وتقاعد (عنوة) بسبب المرض وأصبح راتبه لا يتجاوز (1725) ريالاً ذلك المبلغ البسيط لا يكفل واحداً من من أبناءه الخمسة وزوجته إلى جانب إيجار البيت وبالتالي أضحت الأمور مثقلة على العائلة.. بعد رحيل أبيها فضلاً عن ضغوط الحياة المادية.. وإزاء ذلك فهم ينظرون إلى بوابة الأمل.. بوابة سلطان الخير والإنسانية.. راعي الرياضة وسمو نائبه الأمير الشاب نواف بن فيصل لسد عوزهم ورمقهم.. فرحم الله نادر الحسن الذي كان بحق (نادراً) في سلوكه الجم وطيبته المتناهية وأسكنه فسيح جناته.
المحرر