إعداد : سامي اليوسف
السلطة الرابعة.. زاوية أسبوعية نستضيف فيها أحد الزملاء الإعلاميين ونطرح عليه عددا من الأسئلة حول الأحداث والشخصيات والأندية والمواقف..
قد نتفق أو نختلف معه ولكن تبقى آراؤه تمثله شخصياً وضيفنا اليوم الكاتب والمحلل في قناة الدوري والكأس صالح الداوود فماذا قال..
* بالرغم من حضورك اللافت في قناة الدوري والكأس القطرية إلا أنك غائب تماما عن القناة الرياضية السعودية، ما الأسباب؟ أرجو ألا تتحجج بالعقد الرسمي لأن زميليك: حمد الدبيخي، وعبدالرحمن الرومي ظهرا غير مرة بالقناة الرياضية؟
- تظل القناة الرياضية السعودية هي صاحبة الفضل الأكبر في أن أتواجد على القنوات الفضائية العربية حينما تم استدعائي في الكثير من البرامج الرياضية بالإضافة إلى الاستديوهات التحليلية، وأعتبرها الجسر الحقيقي لي في أن أتواصل مع المشاهدين في الداخل والخارج، لذلك تظل هي القناة الأم بالنسبة لي، لكن مع الاحترافية والطفرة التي تشهدها القنوات الرياضية المتخصصة والمنافسة الكبيرة بينهما جعلتني أحترم بنود العقد المبرم مع قناة الدوري والكأس، خصوصاً أن تواجدي في برنامج (المجلس) صاحب الجماهيرية الكبيرة ولساعات طويلة يعتبر وقتاً كافياً أمام المشاهدين، وبالمناسبة أشكر القائمين على قناة الكأس والدوري الذين منحونا الحرية بأن نشارك في مواكبة الأحداث الهامة في الكرة السعودية من خلال وسائل الإعلام الأخرى.
* على الرغم من الانتقادات المتزايدة الرسمية وغيرها لقناة (الدوري والكأس) القطرية إلا أنك مازلت أحد أفرادها.. من يتمسك بالآخر ؟
- تظل الانتقادات وجهة نظر يجب أن أحترمها بمثل ما يحترمها القائمون على القناة، وبالمناسبة لو حاولنا إجراء استفتاء عن أفضل قناة رياضية أو أفضل برنامج رياضي خليجي فأعتقد أن قناة الدوري والكأس ستكون في طليعة الترتيب، وبالمناسبة تدور الانتقادات حول نقطة واحدة فقط، وهو ما أثير أثناء دورة الخليج الماضية حينما فاجأنا لاعبو منتخب العراق بتصاريح نارية أجبرت القناة وهي وسيلة إعلامية عن البحث عن الحقيقة، وهو ما تم منحه لجميع الأطراف سواء اللاعبين أو الجهازين الفني والإداري، ولكن للشعبية الكبيرة التي تمتعت بها القناة تم تجاهل ما قامت فيه القنوات الرياضية الأخرى وتم التركيز على قناة الدوري والكأس، وأعتبر هذا الأمر هو ضريبة شعبية القناة، واستمراري في استديوهات القناة يعود لحالة الارتياح والتفاهم التي أتمتع بها مع مسئولي القناة بالإضافة للمساحة الكبيرة والبساطة التي نتمتع بها كأسرة واحدة في برنامج (المجلس).
* في (مجلس) قناة الدوري والكأس تناوشت مع الهريفي والدبيخي في مناسبات عدة.. هل ذلك بسبب الغيرة أم لأخطاء حقيقية وقعا بها؟
- الذي حدث يبقى اختلافا في وجهات النظر، وليس لأسباب أخرى، فحينما يتم التهجم على حكم سعودي أو عربي بكلمات فيها الكثير من الاستخفاف، فهنا من واجبي كإعلامي أن أتصدى لمثل هذه الشطحات التي نتفاجأ بها من بعض المسؤولين، هدانا وهداهم الله، الذين كنا ننتظر منهم الحديث بكل عقلانية واتزان، خصوصاً أنهم أصحاب مكانة مرموقة في كرتنا الخليجية والعربية، لذلك لا يجوز أن أقبل بأي عذر أو محاماة عن هذه الهفوات الكبيرة والخطيرة، وأما الاختلاف على طريقة مدرب أو تغيير لاعب أو خلافه، فهي وجهة نظر خاصة لا تصنف على أنها اختلاف شخصي أو محاربة أو الغيرة والعياذ بالله.
* تحدثت في مقال سابق عن (أهل الاختصاص والبرمجة)، ماذا تقصد؟ ومن ترشح للعمل في برمجة بطولاتنا المحلية؟
- بصراحة أنا أرى أن هناك عوائق كبيرة تقف في طريق رفع المستوى الفني لبطولاتنا المحلية، حينما تداخلت البطولات بشكل سلبي على المستوى الفني، وللأسف أن التأثير السلبي انتقل للجماهير المتابعة التي أصبحت مشتتة بسبب تداخل المباريات، وحينما أطالب بتواجد خبير يدعم اللجنة الفنية مثلاً فهذا ليس تقليلاً من الدور الكبير الذي يقوم فيه أعضاء اللجنة، لأن الاختصاص والخبرة والتمرس يجب أن تكون حاضرة في مثل هذه المسألة الهامة.
* ما القصور الذي دائما تلمح إليه في لجنة الاحتراف في مقالاتك؟
- أعتبر ما تقوم به لجنة الاحتراف صوب اللاعب المحلي فيه الكثير من القصور، ووصل في بعض الفترات لإهانة الكثير من اللاعبين الذين لديهم شكاوى من أنديتهم، ومن واقع تجربة أتحدث وليس من وحي الخيال، وهذا ربما يغضب البعض لكن هذه هي الحقيقة، وأتساءل حينما يرى اللاعبون المقبلون على الاحتراف معاناة من سبقهم.. كيف ستكون نظرتهم للاحتراف؟! وأنا أقول إن الأندية أقوى بكثير من قرارات لجنة الاحتراف، وأتمنى أن أكون مخطئاً حتى أقدم اعتذاري في أسرع وقت.
* بصفتك لاعب نصراوي سابق، ما هي الوصفة التي تقدمها للنصراويين كخبير لعودة فريقهم الكروي لواجهة البطولات من جديد؟
- لم ولن أجامل أحبتي في نادي النصر، وسأكررها للمرة المليون بأن الإدارة عليها فتح بعض الملفات القديمة داخل أدراج سكرتير النادي، التي أعتبرها سبباً حقيقياً ورئيسياً في غياب عنصر (التوفيق) عن نادي النصر، وحينما يلتفت لمثل هذا الأمر صدقوني أنا سأكون أول المتفائلين بعودة النصر الحقيقي لساحة المنافسة بقوة على البطولات المحلية التي لن تكون سهلة في ظل هذا التنافس الشرس بين أندية الاتحاد والشباب والهلال والأهلي والوحدة والاتفاق، وبالمناسبة ألمس جهدا كبيرا يبذل من محبي النصر إلا أنني وكمحب لهذا الكيان أطلب منهم الالتفات لهذا الأمر حتى أرى (التوفيق) يلازم النادي في صفقاته التدريبية أو على مستوى اللاعبين المحليين أو الأجانب.
* يتهمك البعض بأنك لا تقدم عملا فنيا تحليليا بمعنى الكلمة، سواء عبر قناة الكأس أو في صحيفة (الحياة) على الرغم من خبرتك الطويلة كلاعب.. ما تعليقك؟
- أنا أحترم وجهة نظر من يرى عدم تقديمي لعمل تحليل فني كما في سؤالك، وبالمناسبة أنا أستعين ببعض الخبرات في هذه المسألة، ويتابعون ما أقدم سواء عبر الشاشة أو على صفحات جريدة الحياة الرياضية، وأنا فخور جداً بتعليقاتهم التي أعتبرها الداعم الحقيقي لي في مشواري عبر التحليل الفني، خصوصاً أنني في أولى هذه الخطوات، ولا أخفي أن خبرتي كلاعب سابق ساعدتني في قراءة الكثير من مجرى المباريات، وهناك نقطة في غاية الأهمية يجب التنبيه عليها في أن الكثير من الاستديوهات التحليلية خلطت ما بين التحليل والنقد؛ لذلك اختلطت الأمور أمام المشاهد خلف الشاشة، وأصبح مشتتاً بين تحليل المباراة وبين الأخطاء الإدارية، وأرى أن المحلل الفني القدير هو من يثقف نفسه بشكل مستمر من خلال القراءة والاطلاع على أحدث الكتب الخاصة بمجاله.
* على الرغم من أن نهايتك في الملاعب كانت بالقميص النصراوي إلا أن حنينك للشباب أجبرك كثيرا على امتداح نواحي عدة في النادي، لعل آخرها إشادتك بكنعان الكنعان.. هل تلمح للعودة مجددا للشباب بثوب الإداري؟
- لا تنس أنني انتقدت كذلك بعض النواحي الإدارية في نادي الشباب، ولم أجامل إدارة النادي كما يعمل البعض، لأنني أسعى لطرح وجهة نظري بكل أمانه دون أن أتجاهل ما يقومون به من عمل، وحينما أشدت بدور كنعان الكنعان المشرف على قطاع المراحل السنية، فأنا تحدثت عن الواقع والحقيقة، ووجهت له رسالة، الشبابيون جميعاً ينتظرون المواهب التي تدعم الفريق الأول في أسرع وقت، وبأمانة أعتبر نصيحة صديقي الأستاذ عبدالله المقحم المسؤول السابق في القناة الرياضية نقطة تحول كبرى في حياتي عقب الاعتزال، وها أنا أجني ثمار هذه النصيحة من رجل خبير في المجال الإعلامي، وتمكنت من التواجد عبر استديو أكبر المحطات الرياضية الخليجية والعربية.
* في مقالتك (رؤساء برتبة مدربين) هاجمت رؤساء الأندية وطالبتهم بعدم محاسبة المدرب أو اختيار اللاعبين الأجانب.. هل تدعو لترك الحبل على الغارب للمدربين دون محاسبة أو رقابة إدارية؟
- أنا أطالب فقط من رؤساء الأندية منح المؤهلين فنياً وفكرياً تسيير أمور فرق النادي، ومنحهم الثقة الكاملة كي يختار متطلبات النادي سواء من مدربين أو لاعبين محليين أو أجانب، لأن ما أشاهده وأتابعه ليس صحيحاً وليس صحياً أن رئيس النادي يفاوض ويتعاقد، حتى وصل الحال أن المدرب يصل في آخر اللحظات ويطلب منه تحقيق النتائج الإيجابية بأسرع وقت، ولهذا رأينا الموسم الماضي تغيير عشرة مدربين وأكثر من عشرة لاعبين أجانب، وفي النهاية نحمل المدرب مسؤولية الفشل، وأستغرب كذلك تغييب دور لجنة فنية مختصة في الأندية تهتم بأمور التعاقدات ورسم منهجية الفريق المستقبلية.
* طالب الشيخ سعد البريك بمزاولة الرياضة البدنية في مدارس البنات مساء.. وقال (ليس ثمة ما يمنع منها شرعا وعقلا لبناتنا ونسائنا لتأمين الحد الأدنى من اللياقة لهن).. ما تعليقك؟
- أنا أطالب دعم الأندية النسائية وتوفير التسهيلات لها كي تنتشر في جميع الأحياء وفق شروط نضمن فيها المحافظة على تعاليم ديننا الحنيف، وليس كما هو حاصل الآن بأن تكون الطرق السريعة الحل الصعب أمامهم بأن يزاولوا نشاطهم الرياضي الذي يضمن لهم المحافظة على رشاقتهم ولياقتهم، وأنا أتساءل دائماً هل نحن راضون عن وضعيتهم وهل دعمناهم؟ فبصراحة ندرة النوادي المختصة جعلت البعض يرفع أسعار اشتراكه لمبلغ لا تستطيع الكثير من الفتيات دفعه مما أجبرهم على الذهاب للطرق السريعة كي يزاولوا نشاطهم الرياضي، وبالمناسبة لو تسأل أكثر المستشفيات المحلية عن أسباب مرض الكثير من النساء لقالوا (البدانة) أو (السمنة) هي المتصدر الرئيسي.
ماذا تقول لهؤلاء؟
عادل عصام الدين
أعترف أنني قصرت معك كثيراً خصوصاً عقب انتقالك لمدينة الرياض، وستظل أبرز الأقلام التي ساندتني في بداياتي الرياضية، ولن أنسى لك هذه الوقفات، وأعتز كثيراً بالعمل الجبار التي تقوم فيه مع بقية معاونيك في قناتنا الرياضية والذي جعل القناة تقدم الكثير من البرامج وتبرز الكثير من الوجوه الإعلامية التي تتسابق عليها الكثير من القنوات الفضائية الرياضية.
فياض الشمري
أفتخر كثيراً بعلاقتي المميزة التي تربطني بالأخ فياض في الفترة الأخيرة، وبما أن معدن الرجل أصيل فقد تجاوزنا ما حدث من اختلاف في الماضي، ما بين لاعب وإعلامي، ويظل فياض من الخبرات الإعلامية المميزة، وتشدني كتاباته التي لا تعترف باسم النادي وجماهيريته.
عائض الحربي
أبو فارس شهادتي فيه مجروحة، ومن الإعلاميين الذين نكن له كلاعبين في السابق كل التقدير والاحترام، وبصراحة الرجل عانى كثيراً من بداياتي الصحفية حينما انضممت للقسم الرياضي في جريدة الحياة، وأصبح شغله الشاغل تعديل الأخطاء التي وقعت فيها، وحسب حديثه الأخير لي بأنني أصبحت أنافسه على الكتابة وهذه أكيد مجاملة كبيرة منه، وأحب أن أبارك له الحصول على شهادة الماجستير بتفوق كبير، ويبشر بوليمة دسمة في مدينة الدرعية.
طلال آل الشيخ
أبو تركي أقرب صديق لقلبي، وأفتخر دائماً بإنجازات هذا الرجل التي أعتبرها لي شخصياً، وطلال هو أحد الخبرات التي أستعين فيها دائماً، وبصراحة ما أذكر أنه جاملني أبدا سواء كلاعب أو محلل أو إعلامي، وبالمناسبة أبو تركي محلل فني خطير جداً، بس أعتقد أنه ما يتفوق علي في هذا الجانب، ولا أنسى أن أشكره على ثقته الدائمة التي منحني إياها وكان آخرها منحي فرصة الانضمام للمجال الإعلامي من خلال جريدة الحياة.
حمد الدبيخي
حمد ناقد مميز، لا يعترف بالمجاملة أبداً وكنت سعيد جداً بأن يتقبل اختلافي معه في وجهات النظر على الهواء مباشرة وبصراحة قلبه كبير جداً جداً وأعتبر صراحته وثقته في نفسه سلاح يجب أن يتحلى فيه أي ناقد رياضي يريد الدخول لساحة الإعلام.