رؤية فنية يقدّمها سمير هلال(*)
ضمن المرحلة الثانية للتصفيات المؤهلة لدورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008 يلعب منتخبنا الأولمبي لقاءه الرابع في هذه المرحلة وهو يملك نقطتين من ثلاث مباريات جمعها من تعادل سلبي أمام اليابان في الدمام ومن تعادل إيجابي أمام مستضيفه فيتنام بهدف لمثله وخسارة من قطر في الدوحة في بداية مشواره.
ومن هذه المعطيات يتوجب على منتخبنا ابتداءً من لقاء فيتنام الفوز في جميع لقاءاته الثلاثة المتبقية على أمل تعثّر المتصدر لهذه المجموعة المنتخب الياباني من خلال خسارة أو تعادل على أقل تقدير ولا يجب هنا أن نغفل عن جانب مهم وهو أن المنتخب القطري صاحب المركز الثاني في هذه المجموعة لا يزال هو الآخر يملك حظوظاً قوية في خطف بطاقة التأهل، حيث يملك 4 نقاط، وبشكل عام نرى أن جميع فرق هذه المجموعة حسابياً تملك فرص التأهل ولكن هذه الفرص تتفاوت من منتخب إلى آخر، فهناك من يملك حظوظاً قوية وهناك من يتمسك بأمل التأهل ولا شك أن منتخبنا أحد هذه الفرق التي تتمسك بأمل التأهل وفي كرة القدم عندما يكون للفريق أمل يجب أن يلعب ويفوز لكي يبقي على آماله لأن في كرة القدم كل شيء وارد بها.
الجعيثن في الأولى
والجوهر في الثانية
بعد تواضع النتائج في الجولة الأولى من المرحلة الثانية كان لا بد أن تكون للمسئولين وقفة تعيد للمنتخب هيبته ومن هنا جاء القرار بتكليف المستشار الفني بالاتحاد السعودي المدرب ناصر الجوهر بمهمة تدريب المنتخب السعودي خلال الجولة الثانية مع إبقاء الأجهزة المساعدة التي عملت مع بندر الجعيثن خلال فترة تدريبه ومن منطلق فني لم يكن المنتخب الأولمبي سيئاً مع المدرب الجعيثن، بل قدم مباريات جيدة ووقف الحظ أمام المنتخب في مباراته مع قطر وفيتنام وقل عطاء بعض اللاعبين المؤثرين في خارطة الفريق في مباراة اليابان وتأثر المنتخب بغياب أكثر من لاعب مؤثّر للإصابة كعبد العزيز الدوسري وأحمد المبارك والسهلاوي. ولا يجب أن نغفل أن بندر لم يكن موفقاً في بعض الاستدعاءات لبعض اللاعبين وكذلك في بعض التغييرات أثناء سير المباريات واستبداله بالجوهر جاء للمصلحة ولمحاولة إعطاء اللاعبين دفعة معنوية وفكراً جديداً من خلال مدرب آخر لديه الخبرة والحنكة في مثل هذه الظروف بحكم عمله كمستشار فني وقربه من المنتخب الأولمبي ومعرفته باللاعبين والمنتخبات المشاركة. مما قد تكون الأمور أقل صعوبة من التعاقد مع مدرب آخر في هذه الفترة الحرجة والقصيرة.
الجوهر وأوراق النجاح
لا شك أن المدرب القدير ناصر الجوهر اكتسب الكثير من الخبرة والمعرفة من خلال مشاركته كمساعد مدرب بالمنتخب السعودي الأول ومن خلال قيادته للمنتخب السعودي في بعض الدورات أو المباريات.. ولا شك أنه يدرك أن خلال هذا الوقت القصير لا يمكن أن يستطيع تغيير الشيء الكثير ويجب أن تكون هناك أمور وأوراق يستطيع اللعب بها وتساعده في مهمته الصعبة ومن أهم هذه الأوراق:
1 - إبقاء الأجهزة المساعدة لقربها من اللاعبين ومعرفتها بالفريق عن قرب وهذا جانب مهم في عمل المدرب أن يكون للمساعدين دور في العمل مما يسهل من عمله الكثير.
2 - حضور مدرب المنتخب السعودي الأول أنجوس لبعض التدريبات وإلقاء محاضرة على اللاعبين قام بالتركيز فيها على أهمية محافظة اللاعبين على مستوياتهم الفنية والسعي دائماً لتطويرها وإشادته بما يملكون من إمكانات فنية عالية تؤهلهم على مقاومة أقوى المنتخبات وحثهم على مضاعفة الجهد خلال المباريات المقبلة لكونه قد يستفيد من بعضهم في المنتخب الأول خلال الفترات القادمة لا شك أنها ورقة قوية سوف يكون لها تأثير كبير.
3 - الإبقاء على طريقة اللعب 4 - 4 - 2 وعدم إحداث أي تغيير نقطة جيدة تسجل للجوهر في ظل معرفة اللاعبين لمهام الطريقة ولمعرفته أن التغيير في هذا الوقت قد يكون له أثر نفسي كبير على عطاء اللاعبين وعدم خلق الانسجام فيما بينهم في هذا الوقت القصير. وهذه الورقة لا شك استخدمها الجوهر لنجاح عمله خلال الفترة المقبلة.
الأخضر من الناحية الفنية
(حراسة المرمى) لا شك أن وجود الحارس وليد علي يعتبر مصدر اطمئنان للفريق. فهو حارس قادم بقوة يملك جميع المؤهلات الجيدة لحارس المرمى وساهم وجوده في منع الكثير من الأهداف خلال المباريات السابقة وأعطى ذلك دفعة معنوية جيدة للاعبين من خلال تألقه. والشيء الإيجابي هو المشاركة مع ناديه واللعب كأساسي ولا شك أن ذلك سوف يعطيه الخبرة والاحتكاك وتطوير أداءه.
(خط الدفاع) يعتبر من أفضل الخطوط، ما يعاب عليه الكرات العكسية وانشغاله بمشاهدة الكرة وترك اللاعب بصفة دائمة وسوف يفتقد هذا الخط اللاعب القوي جفين البيشي للإصابة ولا شك أن غيابه مؤثّر ولكن وجود البديل محمد عيد سيقوم بنفس دور زميله جفين مع وجود اللاعب ماجد العمري بجانبه ولا شك أنه ثنائي رائع من ناحية البنية الجسمانية الملائمة للاعبي خط الدفاع ولكن ما يعانيه الاثنان بعدهما عن أجواء المباريات مع نادييهما منذ فترة ليست بالقصيرة ولا شك أن لذلك تأثيراً سلبياً سوف يكون على أدائهم خلال الفترة القادمة ويوجد اللاعب المميز إبراهيم شراحيلي بالجهة اليمنى كلاعب يملك مقومات اللاعب العصري ويمتاز بالنزعة الهجومية والقوة في الأداء ويوجد في الجهة اليسرى اللاعب عبد الله شهيل لاعب يملك فكراً جيداً ويجيد الانطلاق من الخلف، وما يعيق أداءه الدفاعي البنية الجسمانية لديه.
بشكل عام خط الدفاع مطمئن لوجود لاعبي ارتكاز أمام هذا الخط سوف يقلّل من الضغط عليه وهنا يجب على متوسطي الدفاع عدم ارتكاب الأخطاء السهلة وعدم الاندفاع غير المبرر وعدم السرحان والمراقبة الجيدة بالكرات الثابتة بشكل عام، والعودة السريعة لظهيري الجنب بعد المشاركة بالهجوم وعدم إعطاء الخصم الفرصة لعكس الكرات والمشاركة بالتغطية والمراقبة عند رفع الكرة من الجهة الأخرى.
(خط الوسط) يوجد فيه محورا ارتكاز كابتن المنتخب عبد اللطيف الغنام وزميله معتز الموسى يكون الدور الدفاعي الأكبر للغنام ومساندته لخط الدفاع وعدم التقدم وهو اللاعب الذي يقوم بتغطية المساحات في الخطوط الخلفية. ويقف بجانبه اللاعب معتز الموسى وهو لاعب يملك فكراً عالياً بالملعب ويجيد التوغل داخل المناطق القريبة من مرمى الخصم ويمتاز بالمراوغة والتسديد واللياقة العالية، يؤدي دوره بشكل مزدوج بالدفاع ويشارك بالهجوم بنسبة أكبر بعكس زميله الغنام، ويوجد بالجهة اليمنى اللاعب الأنيق صالح الغوينم صاحب الأداء السهل، لاعب فنان يجيد المراوغة وإمداد المهاجمين بالكرات، يقوم بدور صناعة اللعب في أحيان كثيرة، ما يعاب عليه المبالغة في الاحتفاظ بالكرة وعدم تأدية الشق الدفاعي بالشكل الجيد، ويشكل مع زميله إبراهيم شراحيلي قوة ضاربة للجهة اليمنى. وبالجهة اليسرى يعود اللاعب أحمد المبارك للتشكيل بعد شفائه من الإصابة، لاعب يملك السرعة في الأداء واختيار الأماكن الجيدة والانطلاق من الخلف ولا شك أن وجوده سيعطي خط الوسط قوة إضافية، وبشكل عام خط الوسط يعتبر جيداً نسبياً ولكن يجب أن يكون أداء لاعبي خط الوسط بشكل أسرع والتركيز على الدقة في التمرير والتحرك بدون كرة والعودة السريعة بعد الهجوم والضغط في وسط الملعب على حامل الكرة وعدم المبالغة في المراوغة في وسط الملعب وكسب الصراعات في موقف واحد ضد واحد.
(خط الهجوم) لا شك أنه يعتبر أضعف الخطوط، حيث لم يسجل المنتخب خلال الثلاث اللقاءات الماضية سوى هدف وحيد عن طريق لاعب بديل وهو نايف هزازي أمام فيتنام. أداء المهاجمين قل وأصبحت فعاليتهم الهجومية غير مؤثرة قد يكون عدم وجود اللاعب الممول لهذا الخط له تأثير الكبير ولكن لا يجب أن نغفل أن هناك لاعبين في خط الهجوم قلّ عطاؤهم واختفى بريقهم في بعض اللقاءات، ويوسف السالم هو أحد هؤلاء اللاعبين الذين قل عطاؤهم وقد يكون عبد الإله هوساوي أبرز اللاعبين في الوقت الراهن بخط الهجوم، لاعب يملك الذكاء والمراوغة والتسديد واختيار الأماكن الجيدة، وما يعاب عليه هو وزملائه ضعف التركيز أمام المرمى وعدم التخلص من الرقابة بالشكل السليم وإضاعة الفرص السهلة. وقد تتوقف اختيارات ناصر الجوهر للاعب الثاني بخط الهجوم الذي سوف يشارك بجانب عبد الإله هوساوي حسب ما يراه خلال التدريبات الأخيرة وقد يشرك نايف هزازي كلاعب شاب يحاول إثبات ذاته ويملك مقومات اللاعب الجيد وقد يدفع بالسهلاوي لإجادته اللعب بالمساحات الضيقة وبراعته بالمراوغة وقد يعيد الثقة ليوسف السالم من خلال هذا اللقاء لبراعته في الألعاب الهوائية.
منتخبنا بشكل عام
لا شك أنه قادر على الفوز على المنتخب الفيتنامي وذلك لما يملكه من عناصر جيدة في صفوفه، وأعتقد أن استبدال المدرب بندر الجعيثن وتعيين المدرب ناصر الجوهر للقيام بمهمة تدريب المنتخب ستعطي اللاعبين دفعة معنوية كبيرة لرغبتهم في إثبات ذاتهم والتأكيد لمدربهم بأنهم يستحقون المشاركة كأساسيين. ومحاولة كسب رضا مدرب المنتخب الأول آنجوس وحجز مكان لهم بالمنتخب الأول.
ولا شك أن عامل الأرض والجمهور سوف يكون عاملاً مساهماً بشكل كبير ويجب أن يستغل منتخبنا هذا الجانب من خلال وجود جماهير المنطقة الشرقية لمؤازرته.
خطوط منتخبنا جيدة ابتداءً من حراسة المرمى بوجود وليد علي مروراً بخط الدفاع الذي يوجد فيه محمد عيد وماجد العمري وإبراهيم شراحيلي وعبد الله الشهيل ولا شك أن منتخبنا في هذا الخط يفتقد اللاعب جفين البيشي ولكن كما ذكرنا وجود محمد عيد سوف يعوض هذا الغياب. ويوجد في خط الوسط لاعبون مميزون مثل كابتن الفريق عبد اللطيف الغنام في مركز المحور وكذلك زميله معتز الموسى كمحور ثان وبالجهة اليمنى صالح الغوينم واليسرى أحمد المبارك التي جاءت عودته في وقت جيد لتعطي القوة والتوازن للجهة اليسرى, وهذا الخط هو مزيج من المهارة والقوة في الأداء وفي خط المقدمة يبرز أكثر من نجم وإن كان عبد الإله هوساوي هو الأبرز حالياً ويشاركه هذا البروز زميله اللاعب نايف هزازي ويشاركهم يوسف السالم متى ما عاد لمستواه المعروف وكذلك السهلاوي والذي غاب عن اللعب كأساسي خلال الفترة الماضية للإصابة وهو يعود الآن تدريجياً للمشاركة.
يفتقد المنتخب اللاعب المميز حسن معاذ واللاعب الموهوب عبد العزيز الدوسري لإصابتهما وأعتقد أن غياب الأخير أثَّر كثيراً على أداء المنتخب لما يملكه هذا اللاعب من إمكانيات فنية عالية كونه اللاعب الممول للاعبي خط المقدمة وأفضل من يشغل الجهة اليسرى للمنتخب.
أيضاً وجود طلال آل الشيخ بالمعسكر وحرصه الدائم على متابعة الأمور الخاصة بالمنتخب وتهيئة اللاعبين بالشكل السليم سوف يكون له الأثر الكبير على أداء اللاعبين في هذه المباراة وكذلك لا يجب أن نغفل الدور الذي يقوم به مدير المنتخب عبد الله المصيليخ من جهود وتضحيات للاعبين وللمنتخب بشكل عام. وكذلك دور مساعد المدرب عمر باخشوين الكبير من خلال تسهيل مهمة المدرب ناصر الجوهر، كل ما ذكر سينعكس على أداء المنتخب في هذا اللقاء وتجعله إن شاء الله يظهر بصورة مميزة على أمل أن تكون هذه المباراة بداية الانتصارات وإعادة هيبة الكرة السعودية.
كيف يفوز منتخبنا
- احترام الخصم أمر في غاية الأهمية.
- التفكير بالفوز في هذه المباراة قبل التفكير بالمباريات التالية.
- عدم ارتكاب الأخطاء السهلة في خط الدفاع والتغطية الجيدة بالكرات العكسية.
- تقارب الخطوط وإغلاق المساحات.
- الدقة في التمرير بوسط الملعب.
- الضغط على حامل الكرة في وسط ملعبنا.
- عدم الاندفاع غير المبرر.
- عدم إضاعة الفرص السهلة.
- السرعة في الأداء والابتعاد عن التسرّع.
- مشاركة ظهيري الجنب بالأدوار الهجومية والعودة سريعاً للدفاع.
- مساهمة لاعبي الوسط الأطراف بالأدوار الدفاعية.
- استغلال الكرات الثابتة والعكسية.
- القوة في الأداء والتركيز العالي.
- استغلال التسديد كسلاح عند تكتل الخصم.
منتخب فيتنام
لم نعطه مساحة كبيرة وهذا لا يعني أنه منتخب غير جيد وغير جدير بالاحترام بالعكس تماماً فهو منتخب متطور استطاع أن يقف نداً قوياً للمنتخب الياباني على أرضه قبل أن يخسر منه بهدف يتيم واستطاع أن ينتزع نقطتين من منتخب قطر ومنتخبنا خلال التعادل معهم بهدف لهدف علماً بأنه هو البادئ بالتسجيل أمام قطر ومنتخبنا.
يمتاز الفريق بالسرعة بالأداء واللياقة العالية وإجادة بعض لاعبيه مهارة المراوغة والتسديد وهو من الفرق التي تعشق المساحات وتلعب الكرات المرتدة بشكل جيد، يساعدهم في ذلك السرعة العالية التي يمتلكها بعض اللاعبين.
والمنتخب الفيتنامي لا شك أنه أحد المنتخبات التي تطورت بالأداء خلال السنتين الأخيرتين وسوف يكون نداً قوياً لمنتخبنا وسيحاول كسب هذا اللقاء لإبقاء حظوظه بالتأهل لأنه يدرك أن خسارته أو تعادله في هذا اللقاء سيبعده نهائياً عن التأهل لذلك سيلعب للفوز فقط. وفقد المنتخب الفيتنامي لجمهوره الذي كان أحد العوامل الأساسية لتألقه سيكون له الأثر الكبير لمصلحة منتخبنا.
(*) محلّل ومدرب وطني