«الجزيرة» - نواف الفقير
ضجيج امتلأت به الزوايا والجنبات.. وأصوات عمت الساحات وممرات المكان.. ثم أصبح المكان شبه مكان.. وتحول الضجيج والصخب إلى صدى تعلق خلف الجدران... خيم السكوت دون سابق إنذار... وشاءت الأقدار ليتحول الحال.. وتتضافر الجهود لإعادة الحال.. وإعادة الضجيج والزحام.. حاولنا الوصول للسبب.. والتعرف على الآثار عن كثب.. لنصل إلى الجاني وهو أنفلونزا الطيور.. ولنرصد ما تسبب به من إرباك في كل الاتجاهات.. (الجزيرة) تواصلت مع المستجدات ومع ردود أفعال المواطنين حول هذا المرض..
قمنا بجولة في أسواق الدواجن والتي خلت من أي نموذج لأي نشاط تجاري كما لاحظنا من المستهلكين عن عمليات الشراء.. مما استوجب علينا الانتقال إلى المراكز التجارية للالتقاء بالمواطنين..
بداية تحدث إلينا سعود الشنيف الذي أشار إلى أن مرض أنفلونزا الطيور مرض خطير وسريع الانتقال بين الطيور كما تسبب في كثير من الخسائر.. ودعى الشنيف إلى ضرورة تكاتف جهود الجميع للحد من انتشار هذا المرض على نطاق أوسع.أما ماجد المطرفي أوضح أن الجميع يعتمد وبشكل أساسي في غذائه على الدواجن ومشتقاتها ولكن وبعد ظهور هذا المرض توجهت شريحة كبيرة لشراء اللحوم والأسماك لتكون عنصرا غذائيا أساسيا بدلا من الدواجن.. من جهته شدد نايف العتيبي أن على الجهات المسؤولة والمعنية بمتابعة هذا المرض والقضاء عليه كما أن عليهم أن يتواصلوا أولا بأول لإبلاغنا عن آخر التطورات في انتشار هذا المرض من عدمه.
أما المقيم أحمد عز الدين نوه إلى أن انتشار مرض أنفلونزا الطيور وتسبب في خوف الناس من انتقال المرض والعدوى لهم. وأضاف أن ظهور المرض أجبر الجميع على تغيير طبيعتهم الاستهلاكية..
ومن جانبه فيصل العرفج دعى أصحاب مشاريع الدواجن التعاون مع الجهات المسؤولة وذلك بفحص دواجنهم والإبلاغ عن أي حالات تظهر لديهم لأن ذلك يعتبر أمانة بأعناقهم مؤكدا أن هذا التعاون سيؤدي للحد من انتشار هذا المرض تدريجيا حتى يتم القضاء عليه.
وعلى الرغم من طمأنة الجهات المسؤولة المواطنين حول هذا المرض إلا أن المقاطعة لاتزال على لحوم الدواجن مستمرة وفي المقابل التقينا بأحد العاملين في محل للدواجن والذي قال إن أنفلونزا الطيور أدت إلى عزوف المستهلكين من شراء الدواجن وأصبح معدل البيع اليومي ضئيل جداً.. وأشار إلى أن أحد المواطنين نصحه بأن يبلغ صاحب المحل بأن ينقل نشاطه التجاري لنشاط آخر.
إلى ذلك أعلنت وزارة الزراعة أنه حتى يوم أول أمس الأربعاء تم إعدام 3.5 ملايين طائر منذ ظهور مرض أنفلونزا الطيور في الرياض.. وأشار البيان إلى أن إصابات الدواجن والطيور بالمرض لا تمثل أي خطر أو ضرر من استهلاك الدواجن والبيض المنتج في المملكة!!
وعلى صعيد الخسائر المادية لملاك مشاريع الدواجن التقينا بسامر فارس وهو مسؤول تسويقي لإحدى مزارع دواجن تابعة لمجموعة ناوي الدريبي والذي قال إنه من الصعب إعطاء أرقام حقيقية عن حجم الخسائر جراء ظهور مرض أنفلونزا الطيور..
الجدير بالذكر أن أحد أخصائيي الأمن الوقائي للدواجن حذر عبر (الجزيرة) الأهالي من الاحتفاظ بالطيور والدواجن داخل المنازل الأمر الذي قد يتسبب في انتقال العدوى عن طريق تلك الطيور وأضاف أن الأعداد المنشورة في الصحافة عن أعداد الطيور المصابة مبالغ فيه وغير دقيق مشيرا إلى أن الدواجن المصابة بالعدوى تصل إلى آلاف الطيور وأن إجراءات الوزارة في إعدام وإتلاف الأعداد الكبيرة من الدواجن هو إجراء احترازي تخوفا من أن تكون المتلفة مصابة خاصة التي تقع في نفس المشروع المكتشف حالات مصابة داخله ولذا يجب إعدام جميع الدواجن في المشروع.
في الوقت الذي واصلت لجنة الطوارئ التي تم تشكيلها من قبل وزارة الزراعة جهودها في إعدام طيور الاستراحات والأحواش جنوب العاصمة الرياض.