بقراءة متمعنة في حوار سمو ولي العهد الأمير سلطان مع وكالة أنباء إيتار تاس الروسية بمناسبة زيارته لروسيا نخرج بجملة من ملامح السياسة التي تتبعها المملكة على المستوى الإقليمي والدولي، والتي توضح بجلاء أن المملكة عضو فاعل وبناء في المجتمع الدولي.
أولى هذه الملامح أن المملكة دولة معطاءة، وتسهم بشكل فعَّال في جهود التنمية في الدول النامية، وما يؤكد ذلك أن ما قدمته المملكة سنوياً من عون إنمائي خلال العقود الثلاثة الماضية بلغ 4 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي السنوي، كما استفادت من ذلك 83 دولة نامية، وهو الأمر الذي جعل المملكة تحتل المرتبة الأولى عالمياً في مجال المساعدات الإنمائية. كما أن هذه المساعدات تتم في العلن وبموافقة الدول ليتم التأكد من أنها تصل لمستحقيها وأن تسهم فعلاً في التنمية.
ومن ملامح سياسة المملكة تعاملها الإيجابي مع أزمات المنطقة، وقدرتها على صياغة المبادرات وحشد التأييد لها، فالمملكة قدمت مبادرتين هامتين لحل مشكلة الشرق الأوسط، الأولى في قمة فاس عام 1982م التي تبنت مشروع الملك فهد -رحمه الله- للسلام والثانية في قمة بيروت التي تبنت مبادرة الملك عبدالله للسلام التي تعتبر علاجاً لأصل المشكلة وليس لتداعياتها. ولو أن إسرائيل تخلت عن تعنتها وغطرستها لأمكن حل المشكلة منذ ذلك الوقت. ومن الأمثلة على قدرة المملكة عن تقديم المبادرات الفعالة اقتراح الملك عبدالله لإنشاء مركز عالمي لمكافحة الإرهاب والذي تبناه المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في مدينة الرياض عام 2005م.
كذلك يمكن الخروج من حوار الأمير سلطان مع وكالة إيتار تاس بملمح ثالث من ملامح السياسة السعودية وقدرة المملكة على عقد الشراكات الإستراتيجية مع الدول الصديقة وخاصة الدول ذات الأهمية في المجتمع الدولي. وهذا الأمر يرجع إلى ما تتمتع به المملكة من مكانة عالية واحترام دولي كبير لم يأتيا من فراغ، وإنما أتيا من مواقف المملكة الإيجابية تجاه قضايا العالم المختلفة، كموقفها الإيجابي تجاه إمدادات النفط والحفاظ على استقرار أسعاره وحماية المجتمع الدولي من الهزات الاقتصادية المفاجئة.
***
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244