Al Jazirah NewsPaper Friday  23/11/2007 G Issue 12839
الريـاضيـة
الجمعة 13 ذو القعدة 1428   العدد  12839
(عبدالله بن سعد).. صنع الهلال الحديث!(3-3)
غسان غريب

عبدالله بن سعد رجل أحب الرياضة ومبادئها.. فهم قوانينها وامتلك قدرات نادرة أهلته للنهوض بها في ناد هو أول ناد يكتب اسمه مرسوم ملكي.. كان -رحمه الله- الجسر الموصل إلى أعماق الروح الرياضية وبنيان العقل الرياضي فأحدث التغيير الداخلي، كون الشخصية الرياضية الهلالية البطولية، فتحققت في النهاية صحوة داخلية أوصلت الهلال ونجومه إلى البطولات.

وكم تمنيت ورغبت وحاولت أن أبحث عن معلومات عن الأمير الراحل عبدالله بن سعد، لأتحدث عن الرجل بعيدا عن انطباعي عنه، في موقع نادي الهلال على الإنترنت فلم أجد ما كانت تهفو إليه نفسي، بحثت في أكثر من مرجع توفر لدي، فلم أتمكن من الوصول إلى تاريخ ميلاده، وسيرته الذاتية.. ربما لأنه يستحيل الإحاطة بكل المراحل التي مر بها الامير الراحل (أقول ربما).. والتي من الصعب نسيانها.. فهو (وجه وفأل السعد) و(رجل الذهب) وصانع الانتصارات الهلالية كما أسموه.. هو كل هذا وأكثر.

وباختصار لقد عاش نادي الهلال ونجومه عصراً ذهبياً مليئاً بالانتصارات.. والانتصارات هي عبدالله بن سعد.. وعبدالله بن سعد هو الانتصارات.. فهو من غير واقع كرة القدم في نادي الهلال ووسع سيطرته لتشمل الوطن العربي وقارة آسيا.

* وفي معرض سؤالي الكثيرين عن الأمير الراحل قالوا (لعب دوراً كبيراً في بناء الهلال) أهل اللاعبين فنياً ونفسياً، صاحب عقلية متفتحة، عرف كيف يستفيد من إمكانات الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ومن المخزون الفكري لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد- رحمه الله- في قيادته لناديه، تقلد العديد من المناصب الإدارية في اللجان التنظيمية.. والأمور عنده تخضع للأسس العلمية.. كان الخبرة والنضج والتجارب الثرية، امتلك جهازاً وهبه له الله سبحانه وتعالى ليقيس به كل المسافات بدقة من خلال الربط الوثيق بين الإدراك والفاعلية ومعاً يتناغمان في داخله.. كان روح العصر والنبض الهلالي.

* عبدالله بن سعد أمير رياضي سعودي ورائد هلالي، له بصمات مميزة على الساحة الرياضية السعودية.. كان من الحالمين بمستقبل أفضل لناديه.. تسلم رئاسة الهلال مرتين وفي المرتين قاده لتحقيق بطولات رقمية ونوعية عديدة مكنته من بسط نفوذ النادي على كرة القدم السعودية، وحضوره كفريق منافس قوي.

وعندما نذكر اليوم الأمير الراحل فلابد لبعض الأسماء الهلالية أن تحتشد هي الأخرى في الذاكرة، تأتي متتالية مثل الحقيقة البيضاء تسابق الزمن في كل ركن من أركان النادي العريق وفي مقدمة تلك الأسماء إنسان غال على قلبي من الصعب أن أنساه، هو الأمير نواف بن محمد قائد ألعاب القوى السعودية إلى المجد).. واخوانه من الأمراء وأعضاء الشرف.. والرؤساء الذين تعاقبوا على رئاسة الهلال بدءاً من المؤسس عبدالرحمن بن سعيد.. وصولاً إلى الرئيس الحالي الأمير محمد بن فيصل.. وهو أيضاً من ساهم في ايجاد نجوم النخبة الذين لعبوا دورا كبيراً في انتصارات وإنجازات منتخبات المملكة العربية السعودية لكرة القدم نذكر منهم صالح النعيمة، فهد الغشيان، عبدالله الدعيع، يوسف الثنيان، سامي الجابر، نواف التمياط، محمد الشلهوب وياسر القحطاني.. وقائمة الأسماء تطول.. وعذرا إن نسيت أو أخطأت.. وليعذرني من استعرت منه كلمة أو مدني بمعلومة عن الأمير الراحل ولم أذكره كمصدر.. وعذري ان الأمير الراحل كان هو المصدر، وشخصيته المحبوبة كان الدافع وراء تسطير كلمات تعيد ربط الماضي التليد بالحاضر السعودي الزاهي.. و.. وفارق كبير بين إنجازات الهلال أيام الفقيد والآن!!.. وسقى الله ذلك الزمان.. غاب عبدالله بن سعد فتراجع الهلال!! بقي أن أقول: إن الأمير الراحل بدأ شابا ورحل شابا.. وإرادة الله سبحانه شاءت، أن تختاره إلى جوارها فقضى في حادث سيارة على طريق القصيم يوم 30-4-1415هـ وفجع الهلاليون والوسط الرياضي السعودي وكل من عرفه بالنبأ الحزين.

ألف رحمة ونور على الأمير الشاب عبدالله بن سعد، صانع الإنجازات الهلالية المشهورة.. وتغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.

كاتب وناقد رياضي - الكويت



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد