إعداد: خالد الدوس
التصق اسم الحارس الدولي العملاق (سابقاً) أحمد عيد بالإنجازات الأهلاوية الذهبية التي تحققت في حقبة التسعينيات الهجرية من القرن الفائت وكان بالفعل علامة بارزة في رسم ملامح هذه الألقاب الذهبية التي حققها أهلي جدة في تلك الأيام الخوالي فاستحق لقب قلعة الكؤوس بجدارة.
* اختير كأفضل حارس بالمملكة عام 1389هـ ثم كرر الإنجاز على مستوى الخليج حين حاز على لقب أفضل حارس بدورة كأس الخليج الأولى عام 1390هـ والثانية عام 1392هـ كأول حارس سعودي ينال هذا اللقب التاريخي.
* مثل عدداً من الأندية المحلية ضمن لقاءات حبية وودية في صورة تجسد مستواه الفني العالي وخلقه الرفيع.
وعقب اعتزاله عنوة عام 1398هـ واصل تألقه في مضمار العلم حين ابتعث لدراسة الماجستير في أعرق الجامعات الأمريكية فعاد مرصعاً بالعلم والمعرفة وخاض تجربة إدارية كانت ناجحة بكل المقاييس وحالياً يتبوأ منصب نائب رئيس لجنة الاحتراف باتحاد السعودية لكرة القدم.
«الجزيرة» تكشف جانباً من حياة هذا الحارس العملاق نتناولها عبر الأسطر التالية.
البداية بالهنداوية
* علاقته بكرة القدم بدأت في المدارس والحواري وتحديدا في حي الهنداوية أحد الأحياء الشعبية بجدة ومع فريق الحي سمي ب(الزرنوقي) كان يتزعمه شخص اسمه محمد زرنوقي الذي احتوا الفريق بالكور والملابس وذلك في أوائل عقد الثمانينيات الهجرية من القرن الفائت وقد ضم الفريق عددا من نجوم الكرة بالمنطقة الغربية أمثال سعيد غراب وعمر راجخان (رحمه الله) وعبدالرازق أبو داود وصالح مسمار وغنيمه الحربي وعبدالله بكر ومن الحي انتقل للانضمام لفريق التسامي.
الانضمام للتسامي
** في عام 81-1382هـ انضم الحارس الكبير أحمد عيد لفريق التسامي أحد الأندية بالدرجة الثانية.. حيث نشأ هذا النادي الصغير في محلة الهنداوية وترأسه محمد مقبول وكان نائبه هاشم عبده هاشم (رئيس تحرير جريدة عكاظ سابقاً) وقد شارك هذا الفريق ثلاثة أعوام في دوري الدرجة الثانية وتم بعد ذلك دمجه مع الثغر الذي تحول لمسمى الربيع حاليا.. وجاء انضمامه للتسامي بتأثير أشقائه باعتبار أنهم من محبي التسامي، ومثله ثلاثة أعوام ونيف فتحول للنادي الأهلي بعد ذلك.
عبدالماجد اكتشف موهبته
* وجاء انتقاله للنادي الأهلي عن طريق مدربه (عبدالله عبدالماجد) وذلك عندما انتقل حارس الأهلي العملاق ياسين صالح (رحمه الله) للرياض العاصمة عام (1386هـ) وأصبح النادي الأخضر يفتقد للحراس المتميزين.. كلف باني الأمجاد الأهلاوية الأمير عبدالله الفيصل (رحمه الله).. المدرب عبدالماجد للبحث عن حارس يمكن أن يسد الفراغ الذي خلفه الحارس السابق ياسين صالح في دوري الدرجة الثانية وتم اكتشاف موهبة أحمد عيد في الدوري ونجح في إقناعه بالانضمام للفريق الأهلاوي بتأثير قوي ومباشر من رائد الرياضة خصوصاً وأن ميوله كانت أهلاوية ليكسب الأهلاويون حارسا عملاقا نجح في إبراز قدراته الفنية بصورة مبكرة من عمره الرياضي.
الصدفة قادته للحراسة
* يقول الحارس العملاق السابق أحمد عيد أنه لا يعرف السر الذي دفعه لاختيار هذا المركز غير أنه كان يشاهد حراس عمالقة آنذاك أمثال ياسين صالح وحامد نقادي وتركي بافرط وجوهر السعيد خصوصاً ياسين صالح الذي تأثر به كثيرا وبنجوميته فوجد نفسه أمام الخشبات الثلاث فجأة!!
هؤلاء دعموا نجوميته
* أشرف على تدريبه العديد من المدربين أمثال التونسي علي الشواش وعبدالله عبدالماجد وغازي ناصر وأحمد اليافعي وهؤلاء يعتز بهم كثيرا نظرا للدور الفني الذي لعبوه في مسيرته الرياضية وساهموا في صنع نجوميته!
أسطورة سبق زمانه
* لم يكن أحمد عيد حارساً عادياً إنما أسطورة في زمانه كان يمتع بمقومات ومواصفات الحراس العالميين فبجانب الطول الفارع كان يملك قدرات فنية عالية كبراعته في التقاط الكرات الهوائية والتصدي للكرات العرضية بكل مهارة وكذا سرعة ردة الفعل الإيجابية علاوة على أخلاقه العالية وسلوكه الرياضي الرفيع مع الجميع وإزاء ذلك نجح هذا الحارس الكبير في صنع مجد لنفسه لم يحققه حارس آخر في مسيرته الرياضية فقد قاد الأهلي للفوز بكأس الملك عدة أعوام وبطولة الدوري 1388هـ.. وخلال هذه المسيرة الحافلة بالذهب والمستويات المتميزة حقق العديد من الألقاب الشخصية ومنها الفارس الأسمر والصقر الأسود والفهد الأسمر وغيرها من الألقاب الشخصية التي حاز عليها خلال مسيرة رياضية امتدت لأكثر من (16 عاماً).
هذا بالإضافة لاختياره كأفضل حارس بالمملكة عام 1389هـ وتم تكريمه ضمن اللاعبين المتميزين في كافة الألعاب من قبل رعاية الشباب.
نجم دورات الخليج
* برز أحمد عيد مبكرا ونضجت موهبته الفنية بصورة سريعة وذلك بعد انضمامه لأهلي جدة عام 1386هـ وهو في سن (18 عاماً) وأهله ذلك للالتحاق بصفوف منتخب المنطقة الغربية ومثله في دورة كأس المصيف لمنتخبات المناطق بالطائف وقاده للحصول على لقب البطولة مرتين أعوام 88 و1389هـ أمام منتخب الوسطى وجاء تألقه في هذه الدورة ليتم ترشيحه للانضمام لصفوف المنتخب السعودي الأول عام 1388هـ ونجح (عيد) في إبراز إمكاناته بصورة أكبر في دورة كأس الخليج الأولى بالبحرين عام 1390هـ وحصل فيها على لقب أحسن حارس كما كرر هذا الإنجاز الكبير في الدورة الثانية بالرياض عام 1392هـ وكان واحداً من أفضل حراسها على الإطلاق.
* وكان يعد في عصره أول حارس يتلقى عرضاً للاحتراف الخارجي وتحديدا عندما فاوضه فريق القادسية الكويتي للاحتراف في صفوفه عام 90-1391هـ بيد أن النظام لم يكن يسمح آنذاك بالاحتراف الخارجي.
عايش أبرز جيلين
* عايش هذا الحارس الكبير أبرز جيلين مثلا القلعة الخضراء هما جيل علي حمزة والوصلة وعمر راجخان وحامد صومالي وياسين صالح ثم جيل عبدالرزاق أبو داود والكبش وسعد الهدار وساعد رزق وصالح العبدالكريم وصالح مسمار وعبدالله يحيى وغدرة وعلي عسيري وهذا الجيل حقق معه (خمس بطولات ذهبية) ولقب الوصيف مرتين فاستحق النادي الأهلاوي لقب بطل الكؤوس وهو اللقب الذي صنعه جيل أحمد عيد وأبو داود والكبش وبقية الأسماء الذهبية في تلك الحقبة.
الهلال استعان بخدماته
* وجاء تميزه من الناحية الفنية والأخلاقية ليتم الاستعانة به من عدد من الأندية المحلية والخارجية فقد استعان بخدماته فريق الوحدة عام 90-1391هـ ومثله أمام فريق الهلال السوداني ودياً.. ثم استعان به فريق الهلال عام 92-93 لعب معه أمام المنتخب البرازيلي الأولمبي ومعه الغراب (سعيد) وكذلك نادي الربيع ثم تلقى دعوة من النادي الأهلي المصري لتمثيله ضد فريق سانتوس البرازيلي عام 1393هـ في صورة تجسد تميزه عن أقرانه فكسب حب الجميع.
الاعتزال عنوة
* استمر في الملاعب حتى عام 1979 حيث توقف هذا الحارس العملاق (عنوة) نظرا لالتحاقه ببعثة خارجية وتحديدا لأمريكا لمواصلة دراساته العليا (الماجستير) فمكث هناك حتى عام 1982م وعاد لأرض الوطن وهو مرصع بالعلم والمعرفة وقد سجل تفوقا آخر في مضمار العلم وبلياقة عالية عنوانها الطموح والرغبة في نهل العلم من أعرق الجامعات الأمريكية تخصص (خرائط ومساحة). وعقب عودته انخرط في السلك الإداري وتدرج حتى ترأس النادي الأهلي عام 1985م وجاء نجاحه إداريا ليتم ترشحه للدخول للعمل ضمن الاتحاد السعودي لكرة القدم وتولى عددا من المناصب ومنها مدير المنتخب الأول عام 1996م الذي حقق كأس الأمم الآسيوية بالإمارات وحاليا يشغل منصب نائب رئيس لجنة الاحتراف وعضو الاتحاد السعودي لكرة القدم.. هذا فضلا عن رئاسته لبطولة الصداقة التي كانت تحمل اسم رائد الرياضة الأول الأمير عبد الله الفيصل لمدة ستة أعوام.
رجال في الذاكرة
* يقول المثالي جدا أحمد عيد إن ثمة رجال كانت لهم بصمة في مسيرتي الرياضية سواء عندما كنت لاعبا أو إداريا ومن هذه النماذج التي أعتز بها كثيرا الأمير عبدالله الفيصل والأمير فيصل بن فهد (رحمهما الله) والأمير محمد العبدالله الفيصل والأمير خالد العبدالله والأمير سلطان بن فهد ود. صالح بن ناصر وشخصيات أخرى كان لها الأثر في دعم مسيرتي ووجدت فيها كل الدعم والتشجيع والمؤازرة. وهؤلاء أدين لهم بالفضل بعد الله في رسم ملامح نجاحي في مسيرتي الرياضية سواء لاعبا أو إدارياً.