Al Jazirah NewsPaper Friday  04/04/2008 G Issue 12972
الجمعة 27 ربيع الأول 1429   العدد  12972
خوف
نادر بن سالم الكلباني

نحن لا نتغير ولا نتبدل في ارتباطاتنا أو علاقاتنا بما حولنا بالقدر الذي يفترض أن نساير به ما يفرض نفسه في واقعنا من متغيرات، أما لماذا؟ فذلك لأننا ببساطة لا نريد أن نتغير، ولا نحبذ أن تتبدل الأمور من حولنا بتسارع غريب حتى تلك التي لا تحقق رضانا الكامل عنها، ونبدع في تبرير سكوننا السلبي لأنفسنا بأننا ومن باب الحكمة أو التروي والثبات نتعامل مع الأمور ومعطياتها بمبدأ القناعة والرضا بتحقيق اليسير المضمون على المخاطرة مع كثير لا نضمن نتائجه، هذا ما نبرره لأنفسنا، والحقيقة التي نتجاهلها أننا لا نملك الشجاعة الكافية لنحدث التغيير المطلوب في نفوسنا أولاً بمشاعرها ورغباتها وقناعات ترتكز عليها في الوقت الذي يكون التغيير مطلباً ملحاً يقدمنا خطوات إلى الأمام. القيم والمبادئ التي نرفعها، ونعول عليها في تبرير ما نريد، إنما جاءت لتحكم وتضبط نزوات أنفسنا وتحد من غلوها أو تفريطها، والثبات عليها أمر محمود مطلوب، لكنها لم تكن أبداً غطاءً نلتحف به لنخفي بها خوفنا عند الوقوف أمام أنفسنا ومواجهتها لتتغير ويتغير معها ما يربطنا بالأمور ومتغيراتها عندما يكون التغيير مطلباً يحقق فائدة؛ فالتمسك بحبنا لأمر، حتى وإن تغير فيه ما دعانا لنحبه، أو لم يعد يحقق ما كان يحققه لنا، أو تمسكنا بكرهنا لآخر، حتى وأن تغير ما كرهناه لأجله أو تحسن حاله، تحت شعارات التروي وعدم التسرع، يكشف دون إرادتنا أننا نفعل ما نفعله ونتمسك بثبات ما كنا عليه مما نعلم عدم كفايته أو استمرار فائدته؛ لأننا نخاف أن نتغير؛ فندخل في مجهول لا نعرف نهايته.. والله المستعان.



naderalkalbani@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد