نحن لا نتغير ولا نتبدل في ارتباطاتنا أو علاقاتنا بما حولنا بالقدر الذي يفترض أن نساير به ما يفرض نفسه في واقعنا من متغيرات، أما لماذا؟ فذلك لأننا ببساطة لا نريد أن نتغير، ولا نحبذ أن تتبدل الأمور من حولنا بتسارع غريب حتى تلك التي لا تحقق رضانا الكامل عنها، ونبدع في تبرير سكوننا السلبي لأنفسنا بأننا ومن باب الحكمة أو التروي والثبات نتعامل مع الأمور ومعطياتها بمبدأ القناعة والرضا بتحقيق اليسير المضمون على المخاطرة مع كثير لا نضمن نتائجه، هذا ما نبرره لأنفسنا، والحقيقة التي نتجاهلها أننا لا نملك الشجاعة الكافية لنحدث التغيير المطلوب في نفوسنا أولاً بمشاعرها ورغباتها وقناعات ترتكز عليها في الوقت الذي يكون التغيير مطلباً ملحاً يقدمنا خطوات إلى الأمام. القيم والمبادئ التي نرفعها، ونعول عليها في تبرير ما نريد، إنما جاءت لتحكم وتضبط نزوات أنفسنا وتحد من غلوها أو تفريطها، والثبات عليها أمر محمود مطلوب، لكنها لم تكن أبداً غطاءً نلتحف به لنخفي بها خوفنا عند الوقوف أمام أنفسنا ومواجهتها لتتغير ويتغير معها ما يربطنا بالأمور ومتغيراتها عندما يكون التغيير مطلباً يحقق فائدة؛ فالتمسك بحبنا لأمر، حتى وإن تغير فيه ما دعانا لنحبه، أو لم يعد يحقق ما كان يحققه لنا، أو تمسكنا بكرهنا لآخر، حتى وأن تغير ما كرهناه لأجله أو تحسن حاله، تحت شعارات التروي وعدم التسرع، يكشف دون إرادتنا أننا نفعل ما نفعله ونتمسك بثبات ما كنا عليه مما نعلم عدم كفايته أو استمرار فائدته؛ لأننا نخاف أن نتغير؛ فندخل في مجهول لا نعرف نهايته.. والله المستعان.
naderalkalbani@hotmail.com