موسكو - بوخارست - الوكالات
حذر الرئيس السوفييتي السابق ميخائيل غورباتشوف الولايات المتحدة من السعي لحمل أوكرانيا على الابتعاد عن روسيا والانضمام إلى الحلف الأطلسي، معتبرا أن ذلك يشكل (لعبة جيوسياسية خطيرة).
وكتب غورباتشوف في مقالة نشرتها صحيفة (روسيسكايا غازيتا) أمس الخميس أن دعوة الخبير السياسي الأمريكي البولندي الأصل زبيغنيو بريجنسكي لإبعاد أوكرانيا قدر الإمكان عن روسيا (أصبح معمماً على جميع السياسيين في الولايات المتحدة الذين يزعمون أنه لصالح الديموقراطية).
وتساءل غورباتشوف (لكن أين الديموقراطية إن أدخلنا أوكرانيا إلى الحلف الأطلسي بالرغم من أن غالبية الأوكرانيين أبدوا معارضتهم لهذا الانضمام؟).
ورأى أن (مثل هذه الألعاب الجيوسياسية الخطيرة لا تمت بصلة إلى سياسة مسؤولة أو إلى آليات فعلية تجري في عالم تعمه العولمة).
وتعارض روسيا بشدة توسعاً جديداً للحلف الأطلسي إلى أبوابها، وترى في الأمر تهديداً لأمنها.
ويبحث زعماء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن سبل لتهدئة أوكرانيا وجورجيا في اجتماع القمة الحالي الذي يعقدونه بعد أن فشلوا في الاتفاق على فتح باب الحلف الغربي أمام انضمام الجمهوريتين السوفييتيتين سابقاً.
ويواجه زعماء الدول الـ26 الأعضاء في الحلف الأطلسي المجتمعين حالياً في اجتماع قمة في العاصمة الرومانية بوخارست قلقاً بشأن الاستقرار في منطقة البلقان بعد أن عرقلت اليونان دعوة لمقدونيا للانضمام إلى عضوية حلف الأطلسي بسبب نزاع بشأن اسم الجمهورية اليوغوسلافية سابقاً.
والانتكاسة المزدوجة للرئيس الأمريكي جورج بوش في اليوم الأول من آخر قمة يشارك فيها لحلف الأطلسي غطت على الاتفاق على توجيه الدعوة لدولتين أخريين في البلقان هما كرواتيا وألبانيا للانضمام إلى عضوية الحلف الدفاعي وتحقيق تقدم بشأن إرسال مزيد من القوات إلى أفغانستان.
وقال مسؤول أمريكي كبير بعد أن فشل زعماء الدول الأعضاء في التوصل إلى إجماع بشأن السماح بانضمام أوكرانيا وجورجيا إلى خطة عمل عضوية الحلف، وهي البوابة للانضمام في نهاية الأمر إلى الحلف (إنها ليست مسألة هزيمة. أعتقد أن المسألة ستكون هل يمكن للحلف أن يتوصل إلى اتفاق ويبين أن الباب ما زال مفتوحاً).
وقال الأمين العام لحلف الأطلسي ياب دي هوب شيفر، وهو يفتتح اليوم الثاني من اجتماع القمة، إن باب الحلف سيظل مفتوحا أمام الديموقراطيات الأوروبية.
وتزعمت ألمانيا وفرنسا المعارضة لهذا الإجراء، وقالتا إنه سابق لأوانه لأن تأييد الرأي العام لحلف الأطلسي بلغ 30 في المئة فقط في أوكرانيا ولم تسيطر جورجيا بعد على كل أراضيها بسبب الصراعات المجمدة مع الانفصاليين المدعومين من روسيا.
وقلل جيمس أباثوريا المتحدث باسم حلف الأطلسي من شأن أي انطباع بأن روسيا نجحت في عرقلة القرار، قائلاً إن الحلفاء متحدون في رفضهم لأي رفض أو نفوذ خارجي.
لكن رئيس جورجيا ميخائيل ساكاشفيلي نبه في وقت سابق هذا الأسبوع إلى أن رفض انضمام بلاده إلى عضوية الحلف يرقى إلى حد (استرضاء) روسيا ويشجع المتشددين على إحداث شقاق في إقليمين انفصاليين في جورجيا.
وعلى صعيد آخر أبلغ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في قمة لحلف شمال الأطلسي أمس الخميس بأنه يتوقع أن يحسم مسألة عودة فرنسا إلى القيادة العسكرية للحلف التي تركتها باريس في عام 1966م قبل نهاية هذا العام بقرار من الرئيس الفرنسي في ذلك الوقت الجنرال شارل ديجول.
وقال ساركوزي في القمة الأطلسية (في نهاية الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي ستحين اللحظة المناسبة لإتمام هذه العملية واتخاذ القرارات الضرورية لتشغل فرنسا مكانتها الكاملة في هياكل حلف الأطلسي).
وتتولى فرنسا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في النصف الثاني من هذا العام، وكانت قد قالت إنها تريد تقوية التكامل العسكري الأوروبي كشرط للعودة إلى القيادة العسكرية للحلف.