الرياض - خاص ب(الجزيرة)
حذر الأستاذ المساعد بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة بكلية أصول الدين بالرياض الدكتور فهد بن سعد المقرن من الشعارات التي ترفعها الفئة الضالة زاعمة أنها تدعو إلى الإصلاح وهي في الواقع تدعو إلى الفساد، وتقويض الأمن في البلاد، وتهديد أمن العباد، واصفاً تلك الفئة بأنهم خوارج هذا العصر، وقال: إن هذه الفئة يرفعون شعارات براقة، شعارات ظاهرها الإصلاح وباطنها الفساد، كما كان سلفهم من الخوارج الذين قتلوا خليفة المسلمين الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
وأكد الدكتور فهد المقرن أن أمن هذه البلاد - ولله الحمد - راسخ البنيان، عميق الجذور، لا يهزه كيد المفسدين والمرجفين، لأن هذه الأعمال الشنيعة التي ارتكبتها تلك الفئة الضالة يرفضها أهل هذه البلاد ويمقتونها، فالولاة والعلماء والمواطنون هنا يقفون في خندق واحد ضد كل فكر منحرف يهدد دين الأمة، ومصالحها، واستقرارها.
وقال إن من سنة الله ورحمته أن الذنوب والجرائم العظام يهيئ الله لها من شرعه وقدره ما يقضي عليها ويوقف أصحابها عند حدهم، مثل القصاص للقاتل وقطع يد السارق، ومثل ما ذكر الله تعالى في قوله عز وجل {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}، وإذا سلم المجرم من عقوبة الشرع، فإنه لا ينجو من عقوبة القدر أبداً، قال -صلى الله عليه وسلم- (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) والأفعال التي يقوم بها هؤلاء جرائم وكبائر متعددة والعياذ بالله منها قتل المسلم، والله تعالى يقول { وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}، وعن ابن عمر - رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم- قال: (لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً) رواه البخاري، وعن بريدة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (قتل المؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا، رواه النسائي، وعن أبي هريرة قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار). رواه الترمذي.
وزاد الدكتور المقرن قائلاً: إن هؤلاء خانوا أمتهم، وبلادهم وأهلهم، مستشهداً بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال: هذه غدرة فلان ابن فلان)، رواه البخاري ومسلم، وهذه عقوبة الفضيحة على رؤوس الأشهاد، أما عذاب النار فأشد وأنكى، داعياً إياهم إلى أن يفقهوا النصوص الشرعية، وليسألوا أهل العلم وليتقوا الله في دينهم ومجتمعهم وأنفسهم، وليتفكروا: أهم على صواب وإجماع المسلمين على خطأ، وليتوبوا إلى الله قبل موتهم على مشاقة الله ورسوله والمؤمنين، قال تعالى: {وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا}.
واستعرض الدكتور المقرن بعضاً من جرائم هذه الأعمال الإرهابية والتخريبية التي يقوم الإرهابيون، ومنها جريمة الانتحار، وقال: إن الله تعالى توعد من قتل نفسه بقوله تعالى {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا}، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالداً مخلداً أبداً، ومن تحسى سُماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً). رواه البخاري ومسلم.
ودعا عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بالرياض - في نهاية تصريحه - كل من سول له شيطانه وزينت له نفسه الأمارة بالسوء الخروج عن الجماعة، إلى طاعة ولي الأمر، ولزوم جماعة المسلمين، وعدم شق عصا الطاعة.