من الله عليهم بثلاثة أبناء عمروا حياتهم بهجة وسعادة وكان أميزهم هو أوسطهم وكان يسمى بالمتفائل الدائم وقد ولد وهو يملك تلك المزية, في الثالثة من عمره كان يزحف بكل خفة وهدوء إلى غرفة والديه وعندما يقترب من سرير والديه تصيح والدته فيه بأن يلتزم الصمت وان يعود إلى فراشه ولكنه لا يستجيب بل يستلقي على ظهره ويقول هامسا وبصوت رفيع سيكون صباحا جميلا فأنا أسمع الأطيار تغني... اسكت يا ولد قد أزعجتنا فكان يرد عليهم بكل برود وجمال روح, والدي أنا لا أتحدث معك بل أحدث نفسي!.. كبر التحق التحق بالروضة, طلب منه معلمه ذات يوماً أن يرسم نمراً وحيث إن التفاؤل هي سمته الغالبة فقد رسم نمراً برأس ملتوية وإحدى عينيه مغلقة!!
وعندما سأله المعلم لماذا تلك العين مغلقة؟!! أجابه بإجابة مدهشة: لأنه يكلمني ويهتف بي يا صغير هاأنا أنظر إليك!
عندما كان في الخامسة من عمره دخل في جدال مع أخيه الأكبر حول ما إذا كان الرجل الذي ظهر على الشاشة أصلع فكان يقول لأخيه إنه ليس أصلع ولكنه يشبه أبي إنه فقط يبدو أصلع حينما ينظر إليك وعندما يسير بعيداً يكون لديه شعر غزير!!
وفي ذات يوم مرض أخيه الصغير بمرض خطير لم يلبث أن مات بعده بأيام وفي ليلة الجنازة ذهب نحو أمه وهي في فراشها قد اغرورقت عيناها بالدموع حزنا وكمدا على صغيرها, اقترب منها وهمس في أذنها، أمي إنني أشعر بالأسى من أجل أسرتنا ولكنني أشعر بأسى أعظم من أجل أناس آخرين! فسألته أمه من هؤلاء الآخرون؟ فرد عليها هم الناس الذين لم يعرفوا أخي! ألم نكن محظوظين يا أمي أن عاش معنا أخي لمدة 20 شهراً.. هناك كثير من الناس لم يكن لديهم الحظ ليعرفوه.. إننا بالفعل أناس محظوظون!!