كلما طرقت مسمعي كلمة (بندولة) على ألسنة المصابين بالصداع... المادين الكف لتناول قصر من الدواء.
الباحثين عن سكون ضربات الوجع في رؤوسهم... أذهب لدلالة أخرى...
بندول الساعة...
والزمن يركض وحين مباغتة بذهاب الشمس خلف ستر الظلام...
أو خروجها من حجاب الليل...
تأتيني حركة بندول الساعة... ودواليب السواقي وهي تلف الزمن أو تمضي معه... سيان فالإنسان تعود إعارة الأمور الغيبية لحركتها...
وبندوله...
والصداع يفتك برأسها حين استيقظت ولم تكن قد نامت أكثر من ساعتين استعداداً لسفر قد تضطر فيه للجدال الطويل... فهي تلملم من كل ما حولها آراء،،، إذ أصبحت المرأة في مجتمعها مدار كل الحركة الأرضية... وكأن هذه المرأة فجأة خرجت للأرض وللناس وظهرت كينونة ناقصة مشوهة... ولأن المعاصرين يعملون مع حركة بندول الساعة من أجل (فضيلة الحياة واستقرارها وبلوغ الإنسان فيها أبعد مرامي الاستقلال الذاتي للاستمتاع الكامل بفرص المعاش في حرية.. فإن هذا الكائن المشوه لا بد أن تجرى عمليات تطهير وترميم وإعادة بناء وتأهيل ليكون مؤهلاً لهذه الحياة ولهذا العصر...
قرص البندول لم يكن ليعفيها من دوامات رأسها... فلا دولاب يمكن أن يستقر على ساقيته ليعيد فض الدلاء بما يروي نهمها في إجابات بالغة الثراء لتكون مصدر راحة وسكينة لهذا القرع المتصل فوق حجرات رأسها...
فرأسها متعدد الحجرات.. لا تدري أي حجراته تعيد بأشلاء أفكارها إليها ومن ثم أين ستجد المفتاح والقفل لتغلق عليها... وتمنعها أن تهوي عليها وتعيد الطرق على رأسها...
كنت أناولها قرصاً من العلاج وكوباً من القهوة ولم أنبت بكلمة...
ذلك لأنني أعلم أن الكلام الكثير حتماً سوف يترك حروفاً تطرق وتتراقص دلالاتها... ومن ثم فإن الدواليب ستلف وسترمي بالشظايا في أطراف على قوة تيار الساقية ودفعها سيكون مأواها..
قلت لها: سألتقيك ذات عودة...
سنجلس حول الساقية لنلتقط ما تناثر...
ثم ربما سنجد بعضاً من الشجيرات قد نمت...
قرص الباندول لم يكن ليعيد لها توازنها وهي بين أرتال من الكلام والحروف..
متى ستفرزها... وكيف...
ربما يسعفها الوقت...
وربما تصهرها دواليبه...
***
صاحبتي ودعتني البارحة وهي في طريقها للدواليب...
ترى
كم قرص بندول سيعيد لها دوران الساقية للجهة الآمنة...؟