الجزيرة - الرياض
حذر استشاري طب الأطفال والأمراض المعدية والفيروسية، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور سامي الحجار، من حدوث وباء عالمي يفتك بملايين البشر في فترة قصيرة، في حال (إصابة إنسان بفيروس أنفلونزا الطيور وفيروس الأنفلونزا الموسمية في وقت واحد).
وقال: (هناك خوف من حدوث تحور في فيروس أنفلونزا الطيور المتواجد في العديد من دول العالم في قطاع الدواجن، بحيث يكتسب خاصية سهولة الانتقال بين البشر؛ إذ تشير إحدى النظريات إلى أن ذلك قد يحدث عند إصابة إنسان بفيروسي أنفلونزا الطيور والأنفلونزا الموسمية في الوقت نفسه)، مشيراً إلى أنه (ربما يحدث تمازج بين الفيروسين، وتبادل في الجينات، ليتكون عندئذ فيروس بمواصفات جديدة، قد يكون هو الفيروس الذي سيحدث الوباء العالمي، كونه اكتسب سهولة الانتقال بين البشر).
وأضاف: (العالم ليس مستعداً لمواجهة الوباء، فهناك نحو 30 دولة فقط على درجة جيدة من الاستعداد، وأعتقد أن خطر الوباء المستقبلي قد يكون أسوأ من وباء العام 1918 نظراً لسهولة الانتقال، فوسائل السفر من طائرات وقطارات سريعة لم تكن موجودة في تلك السنة، لذا قد ينتقل هذا الوباء بشكل أسرع عبر القارات).
لافتاً إلى أن (ضعف إنتاج اللقاح الواقي، والذي ستحتكره الدول المتقدمة لحماية مواطنيها، وعدم كفاية الأدوية المضادة لفيروس الأنفلونزا للبشر كافة، أمور تزيد من خطورة الوباء الجديد).
وأكد الحجار على أن إعلان هيئة الغذاء والدواء الأميركية عن إنتاج (سانوفي باستور) لأول لقاح لحماية البشر من مرض أنفلونزا الطيور، خطوة مهمة في سبيل الوقاية من هذا المرض، ولكنه لا يعني عدم حاجتنا للأدوية الأخرى المضادة للفيروس.
وزاد: (من المعلوم أن الدواء يسهم في علاج المرض عقب ظهوره، في حين أن اللقاح يقلل أو يحمي من العدوى بالمرض، ومن هنا فإن اللقاح الذي أعلن عنه، يحمي بدرجات مختلفة من فيروس أنفلونزا الطيور، والذي انتقل إلى البشر على نطاق محدود، ولكن ليس بالضرورة أن يكون قادراً على حمايتهم من وباء الأنفلونزا المتوقع حدوثه مستقبلاً، لذا نحتاج إلى الدواء واللقاح معاً).
وأوضح: (لقاح الأنفلونزا الموسمية لا يحمي من فيروس وأنفلونزا الطيور، ولكن إعطاء لقاح الأنفلونزا الموسمية سيمنع من حدوث التمازج بينهما)، كاشفاً عن وصول (شركات عدة لمراحل متقدمة في إنتاج لقاحات واقية من فيروسأنفلونزا الطيور الحالي، ومن المتوقع أن يتم الترخيص لنوعين من اللقاحات في العام 2009، إلى جانب دواء جديد لعلاج الفيروس (بريتاميفير) يستعمل عن طريق الوريد، ويُتوقع الإعلان عنه في الفترة ذاتها.
وشدد الحجار على أن (ما تم إعلانه عن مرض أنفلونزا الطيور فيما يخص الإنسان، ينحصر في الحالات الشديدة التي أصيب بها البشر، التي كانت نتيجتها الدخول إلى المستشفيات، ووصل عددها إلى نحو 370 حالة، ونسبة الوفيات منها ما يقارب 60 في المئة)، مضيفاً: (هناك الملايين من البشر الذين خالطوا دواجن مصابة، ولم ينتقل إليهم المرض، أو انتقل إليهم بشكل بسيط وتعافوا من دون اللجوء إلى المستشفيات).
وعن الدور المنوط بوزارة الصحة في السعودية في مكافحة فيروس أنفلونزا الطيور، قال: (خطت الوزارة خطوات جيدة ونوعية في رفع الاستعداد سواء بالنسبة للتقليل أو منع انتقال الفيروس، الذي تواجد في قطاع الدواجن في المملكة، إلى جانب البحث في إمكانية تأمين اللقاح الواقي مستقبلاً).
وتابع: (على الرغم من أن الحملات التي أطلقتها الوزارة، قد أسهمت في نشر المعلومات الموثقة عن المرض، وساعدت في إزالة الكثير من المفاهيم الخاطئة، إلا أنه يجب تبني برنامج على مدار العام، بحيث لا يقتصر على أوقات اكتشاف نشاط الفيروس في قطاع الدواجن، بل يشمل قطاعات المجتمع المختلفة، وخصوصاً التعليم، ليسهم الطلبة في نقل المعلومة الصحيحة إلى المنزل).