المدينة - مروان عمر قصاص
دعا عضو هيئة كبار العلماء معالي الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق، إلى تعيين مستشارين غير متفرغين بمؤسسات الدولة والجامعات للإفتاء وتخفيف الضغط على هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء موضحاً فضيلته إلى أن 95% من الأمور التي يتم السؤال عنها للإفتاء قد تم الجواب عنها وموجودة، جاء ذلك أثناء المحاضرة التي استضافتها جامعة طيبة ممثلة في المعهد العالي للأئمة والخطباء وكان عنوانها (التيسير في الفتوى وضوابطه الشرعية) وقدم المحاضرة الدكتور مصطفى بن كرامة الله مخدوم عميد المعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة، وبيّن ضرورة الفتوى لتحديد المواقف في سائر حياتنا وتعاملاتنا الدينية والدنيوية، واختلاف مفهوم التيسير في الفتوى لدى بعض الناس وتمت دعوة الشيخ عبد الله المطلق، لشرح ما أُشكل وللاستيضاح والبيان.
عقب ذلك ألقى معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، محاضرته وشكر معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور منصور بن محمد النزهة على هذه الاستضافة وتمنى من الله العلي القدير التوفيق لجامعة طيبة التي اشتقت اسمها من طيبة الطيبة الاسم المحبب للنبي -صلى الله عليه وسلم- وقربها من القلوب. وأوضح فضيلته معنى الإفتاء وهو الجواب عما أُشكل على الناس وإظهار الأحكام الشرعية المستنبطة من أدلة الشريعة، وأن المفتى هو الموقّع عن رب العالين بافتائه للناس، وأهمية الفتوى ووجوب أن يكون المفتي على قدر عالٍ من الفهم والاستنباط وفهم الأدلة الشرعية التي تجيز له الإفتاء وأنه يكون بالقول والفعل، وذكر فضيلته عددا من الأمثلة وتطرق فضيلته إلى أن هنا بالمملكة العربية السعودية مؤسستين للإفتاء وهما هيئة كبار العلماء، وتفتي في القضايا العامة ولا تخرج الفتوى إلا بعد تمحيص واستعانة بالخبراء بالإضافة إلى اللجنة الدائمة للإفتاء والتي تفتي للأشخاص، ثم عرّج فضيلته إلى أن الإفتاء تيسير على الناس وبُعد عن التشديد والمشقة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يختار الأيسر في الفتوى مراعاة للناس وتيسيراً لأحوالهم، وان التيسير هو أخذ الفتوى من الثقة وليس تتبع الرخص وزلات العلماء ومن فعل ذلك فقد استهان بشريعة الله، ولا مجال للتيسير في ثوابت الدين التي ثبتت بنصوص قاطعة، مبينا فضيلته في ختام محاضرته شروط المتصدر للفتوى: أولاً العلم بالأدلة الشرعية، وثانيا معرفة الواقع الذي يشير إليه السؤال، وثالثاً معرفة مقاصد الشريعة، ورابعاً التجرد للبحث عن الحق. من جانبه شكر معالي مدير الجامعة فضيلته على إلقائه هذه المحاضرة القيّمة.