حيا الله المخلصين لهذا الوطن وعلى رأسهم المخلص الأول سيد هذه البلاد خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده اللذان دأبا على مراقبة ومتابعة كل ما من شأنه أمن واستقرار ورخاء هذا الوطن من مواطنين ومقيمين وزوار ومعتمرين بل وحجاج.
حيا الله كل المخلصين الذين يشاركون قيادتهم المخلصة بسواعدهم وبرأيهم وفكرهم وأصواتهم وأقلامهم.
حيا الله كل جندي يذود عن حياض وطنه بروحه وجسده.. وحيا الله الجند المجهولين وهم من تسهر نواظرهم وأرواحهم وأفكارهم لاستباق الأحداث ودرء المخاطر عن الأمة أرضاً وسماء وما بينهما.
حيا الله كل إمام وخطيب وعالم يساهم من منبره بتوجيه أبناء الأمة إلى ما يحيط بها من أخطار فكرية هدامة وانحرافات تقود إلى الهلاك، وأيما هلاك، في منحدر الهاوية السحيق بقيادة أعداء الدين والأوطان الذين لا يتمنون الخير أو السلامة. أكرر التحية والاحترام والتقدير لمن سطروا المثل الأعلى في الإخلاص والرعاية لوطنهم ومواطنيهم مؤكدين ذلك بالمتابعة المستمرة لأوضاع الوطن وأحاسيس ومعاناة المواطنين في أدق مراحلها وأعسر حناياها.
ومن يتابع هذه القرارات المتتابعة الصادرة عن قلب هذه الأمة ومركز حيويتها ليعلم علم اليقين أن القيادة ليست بغافلة عما يدور ويحاك ويحدث في كل مجالات الحياة أمنية كانت أوعملية أومعيشية أوإنمائية فلكل علة علاجها ودواؤها السريع والعاجل جداً حتى لا يتمكن الداء من جسد الأمة وتستشري العلل.
وبمثل ما لهذه التحية من صدى وقبول وآثار فعلية وقدرية وبنفس المقدار أقول حسبي الله ونعم الوكيل على كل عدو يريد بنا الشر ولاستقرارنا الزوال ولنمونا التقهقر والإندحار ولمسيرتنا الخيرة التبعثر والجمود.
حسبي الله على كل عدو مندس بيننا وفي أماكن الاستغلال واقتناص الفرص نسلب الأمة رزقها وتدمير حياتها والاستئثار بنصيب الأسد من مقدراتها.
حسبي الله على الأعداء الذين يشاركوننا أرضنا وسماءنا وجنسيتنا وهم لا هم لهم إلا التنقيص والنهم والجشع دون رقيب من ضمير أو إحساس مخلص يخاف الله في الأهل والأصدقاء والجيران.
حسبي الله على هؤلاء قبل غيرهم من المندسين والوافدين الذين أصبحوا ينعمون بالأمن والأمان بعد أن وجدوا في وطننا مرتعاً خصباً لحيلهم وتلاعبهم التي تدربوا عليها قبل القدوم إلينا ومشاركتنا حياتنا والاستئثار بخيرات بلادنا بعيداً عن الرقابة الفعلية التي تعودوا عليها في بلادهم مستغلين طيبة المواطنين وعفوية البعض ووفرة الخير مستغلين القناعة التي لا تغني لدى السواد الأعظم من المواطنين حسبما تربوا عليه وتعودوا عليه وتوارثوه عن أبائهم وأجدادهم.
وهل يكفي هذا وحسب! ويكفي نعم يكفي أن نتوجه إلى الله العزيز ونكل إليه سبحانه بمحاسبة كل خائن لا يخاف الله ولكن الله سبحانه منحنا قدرات مادية نستطيع أن نستخدمها ونتكل عليه سبحانه وتعالى.
لدينا القدرات والإمكانات الردعة القاهرة على تقويم إعوجاج من يعوج ويتجاوز عن الطريق السوي ويتعدى على مقدرات الأمة ورزقها لدينا والحمد لله القيادة الصالحة المخلصة ولدينا المسؤولون المخلصون الذين أوكلت إليهم حماية الوطن والمواطنين من عبث العابثين ولدينا التشكيلات الأمنية على مختلف مسمياتها القادرة على حماية الوطن من الداخل والخارج ولدينا المواطنون الصالحون الذين إذا ما دعوا ودعوا ينبهون إلى مصادر الخطر أخذوا حذرهم وقاوموا من يريد بهم سوء أو مكروهاً.
لدينا كل الإمكانات فلا ينقصنا والحمد لله إلا الانتباه والتكاتف والسير على الطريق الذي ترسمه لنا قيادتنا الرشيدة ولنصبح جميعاً جنداً مخلصين للوطن ضد كل من تسول له نفسه العبث.
وقد جاء على لسان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية حفظه الله أن المواطن هو الجندي الأول في هذه البلاد والذي عليه اليقظة والحذر والإبلاغ عن أي وضع لا يتمشى مع صالح الأمة وما ترتقبه لها قيادتنا المخلصة والمواطن هو درع الوطن وبتكاتف المواطنين والتفافهم حول قيادتهم سنستطيع حماية مقدراتنا وحياتنا وكامل إنجازاتنا ولن يستطيع الأشرار الإندساس بيننا وتنغيص حياتنا، ومهما اتخذت الدولة من إجراءات إحترازية وقدمت من تسهيلات للرفع من مستوى حياة المواطن فلن تكون فعالة إلا بتكاتف المواطنين ونبذ كل ما هو مخالف أو مستغل.
بقي أن يجد المواطنون المخلصون كل التشجيع المادي والمعنوي من الجهات المسؤولة سواء كان هذا المواطن موظفاً أو غير موظف فالكل يحتاج إلى الرفع من معنويته حتى يتنافس الجميع على محاربة كل مندس ومفسد أياً كانت جنسيته أو مركزه.
وأخص هنا في بادئ ذي بدء المراقبين الذين توكل إليهم رسمياً مهمة الرقابة في جميع المستويات، فإنني أشبه المراقب مثل الصقر الذي يحب أن ينال نصيباً من صيدته حتى يكون لديه الدافع القوي لمواصلة عمله وإنجاز مهمته، وأن يفتح عينه وذهنه كالصقر عند انقضاضه على هدفه.
ولتفعيل الهيئات واللجان المشكلة للرقابة وحماية المستهلك وتوسيع انتشارها فإنه لا بد من دعم الهيئات بالمكافآت المالية، بالإضافة إلى الإشادة الإعلامية والتشجيع المعنوي الذي يصاحب كشف كل قضية اختلاس أو دس أو غش تجاري أو زيادة في الأسعار المعلنة، وبمثل ما يشجع المراقب مادياً ومعنوياً وإعلامياً فإنه يجب معاقبة المخالف مادياً ومعنوياً وإعلامياً حتى يرتدع كل من تسول له نفسه الغش أو الدس أو الفساد وأن يكون مصيره كمصير المفسدين في الأرض كل حسب خطيئته حمى الله بلادنا من كل شر ومكروه وأعز قيادتنا بكل خير ورعاهم بعينه التي لا تنام.