مما يثير الاستغراب والدهشة أن بلداً كالمملكة يستضيف بين جنباته تلك الأعداد الكبيرة من الأجانب يتمثلون في العمالة الوافدة التي يزيد تعدادها حسب التقرير السنوي لمؤسسة النقد العربي السعودي للعام 2007م على (6.5) مليون شخص، أي ما يزيد على (27%) من إجمالي عدد سكان المملكة، ومع ذلك نجد أنه يعاني من بطالة بلغت نسبتها (12%) حسبما أورده التقرير سابق الذكر وتزيد على (20%) حسب تقارير أخرى غير رسمية.

وليت الأمر اقتصر على ذلك، بل ومن خلال استعراض لمعدلات البطالة من خلال تقارير مؤسسة النقد العربي السعودي لفت انتباهي وجود خانة توضح نسبة البطالة بين غير السعوديين التي بلغت (0.80%) من إجمالي معدل البطالة في المملكة للعام 2006م.

سبحان الله!!! اسمها عمالة فكيف يكون فيها بطالة؟ وهل بلغ حجم العمالة الوافدة حداً من الكثرة جعلها تعاني من داء البطالة؟ وما هو مبرر وجود تلك العمالة البطّالة في المملكة خاصة وأن تقارير مؤسسة النقد توضح أن هذه البطالة موجودة فيها منذ العام 1998م وبنسب متفاوتة؟؟

كلها تساؤلات على الرغم من محاولاتي المتواصلة للبحث والتقصي عن إجابات منطقية لها إلا أنني لم أوفق في ذلك، لأن الموضوع برمته تجافيه المنطقية. ففي بلد يعاني أصلاً من بطالة وبتلك النسب العالية التي سبق ذكرها التي تتزايد سنة بعد أخرى على الرغم من الجهود والسياسات التي تم اعتمادها وتبنيها لحل هذه المشكلة، كيف يمكن والحال كذلك تقبل مسألة وجود أجانب يقيمون على أرض الوطن يعانون هم أيضاً من بطالة؟؟ أرجو أن لا ينتهي بنا الحال إلى أن نعكف على تكوين اللجان وعقد الندوات والمؤتمرات التي يكون هدفها حل مشكلة البطالة لدى الأجانب داخل المملكة وتجاهل ظاهرة البطالة التي يصطلي بنيرانها أبناء الوطن التي يتزايد حجمها ويتعاظم خطرها عاماً بعد عام.