العلاقات الدبلوماسية بين الدول تتمثل في تعيين سفراء وإقامة سفارات فيما بينها.
وما يقوم به السفراء المعيّنون في الدول معروف ومحدد وليس هو مجال الحديث هنا، بل إني سأتطرق إلى سفراء غير معينين ولا يعملون في سفارات ثابتة، فمن هم هؤلاء؟
إنهم فئة من رياضيي كل دولة، الذين يمثلون بلدانهم في المحافل الرياضية.
وأخص من هؤلاء الرياضيين لاعبي كرة القدم، فهم أبرز سفراء الرياضة حيث إن تسليط الأضواء أكثر ما يكون على كرة القدم. فاللاعب العربي المسلم، المنتمي لحضارة الإسلام العظيمة، عليه أن يمثّل هذه الحضارة خير تمثيل في كل محفل وفي كل نادٍ، وليَعلم أنه سفير موجه إلى شعوب وحضارات مختلفة وليس إلى حكومات فقط.
وإن أول ما يجب على اللاعب الاهتمام به والحرص عليه في تمثيله لدينه ووطنه وأمته هو الحرص على الظهور بهيئة وشكل مناسب، ولا يكون إمعة يقلد الشرق والغرب في تشويه شكله وهيئته من الرأس إلى الساس بتقليعات وحركات منافية لدينه وثقافته.
ثم يأتي التمثيل المشرف بالكلمة الطيبة والأخلاق الحسنة، والبُعد عن إيذاء الآخرين، مما يجعل حديثه عن قضايا أمته مسموعاً ومقبولاً إن سنحت له فرصة الحديث.
ومن أهم مظاهر تمثيل اللاعب لدينه وأمته ووطنه كافة هو محافظته على عباداته، فهو مواظب على صلواته أينما حل، ومجتنب لما حرم الله في أفعاله كلها. بل إن هناك من اللاعبين من يزيد على ذلك والزيادة خير.
فإن مما يفرح ويثلج الصدر ما يقوم به بعض رياضيي الوطن ورياضيون عرب آخرون من رفع أيديهم إلى السماء، داعين الله عز وجل أن يوفقهم في لعبة ما، أو حامدين الله على تسجيل نقطة أو هدف ضد الخصم.
والأجمل هو ما يقوم به بعض اللاعبين من سجدة شكر لله على توفيقه لهم في تسجيل هدف، وهذه تمثل في رأيي ومضة قوية لملايين من البشر يتابعون هذه المباراة، وهم من ثقافات وديانات مختلفة عن ثقافتنا وديننا، فيعلمون عن ديننا ما لم يعلموه من قبل.
وكما أسلفت فكلما قام بهذا السجود لاعب مقبول ومحبوب من الآخرين لحسن أخلاقه مع براعته ومهارته في اللعب كلما كان تقبل الآخرين له أكثر وأفعل.
وإني كغيري أحيي كل رياضي مسلم من وطني أو من خارجه يمثّل دينه وبلاده خير تمثيل.
ومادام الشيء بالشيء يُذكر فإني من هذا المنبر أوجه للاعب المصري الخلوق (محمد أبو تريكة) تحية كلها إعزاز ومحبة وتقدير، فقد جمع بين المهارة والإبداع في اللعب، والإبداع في تمثيل أمته ووطنه، ولفت الأنظار إلى قضية ومعاناة إخواننا وأهلنا في غزة بكل اقتدار.
Al-boraidi@hotmail.com