يمثل الشعر بشقيه الفصيح والشعبي الدور البارز والواضح في صقل المواهب والإبداعات الشعرية واللغوية وتناميها نحو آفاق واسعة وتطلعات كبيرة في نفوس هواة ومحبي الشعر، فالمحاولات الكثيرة والمستمرة التي لا تعرف اليأس أو الإحباط من شأنها أن تضفي على الشاعر والمتذوق طابعاً حسياً ومعنوياً يشكل تغذية راجعة إلى ثقافة هذا الشاعر ولغته وبالتالي على لسانه الذي يتحدث من خلاله ولا ريب أن رجوع الشاعر والمتذوق إلى أمهات الكليش التي تغنى بالأدب والثقافة على وجه العموم لا بد أن لذلك دورا رئيسا في تهذيب اللغة واللسان نحو مفردات مستساغة ومفهوم وبأسلوب سلس لا يحتمل معه التكلف أو العسف اللغوي، وكثير من الشعراء لديهم مواهب وطاقات كامنة تحتاج إلى تحريك من خلال التشجيع والإشادة حتى تكون قادرة على الإبداع والعطاء فكم هذب ميدان الشعر الفسيح من لسان وأصبح علماً بارزاً على ألسنة الناس في ماضيهم وحاضرهم وكل شاعر ذي لب يدرك كفه هذه المعطيات وهذه المسوغات حتى يصل صوته إلى المتلقي نقياً عذباً لا شبهة فيه يختار المفردات المفهومة والإلقاء الجيد مدركاً في الوقت ذاته أنه أمام المعجب والناقد والساخر فلابد أن يغض الطرف من أجل أن يأتي نتاجه الشعري عذباً ندياً ينال الإعجاب والانبهار.
عبدالمحسن بن محمد المحيسن - رياض الخبراء