الثقافية - علي بن سعد القحطاني
بدأت علاقة الدكتور عبدالله الغذامي مع الكتاب في فترة مبكرة من حياته وانصرف إلى القراءة الجادة التي أوصلته إلى مصاف العلماء والنقاد المعروفين على مستوى الوطن العربي، وتحدث الدكتور الغذامي عن تجربته مع القراءة في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالمربع وذلك مساء الثلاثاء الماضي 22-5- 1429هـ الموافق 27-5- 2008م ولخصها بقوله: (كل وقتي ولحظات حياتي أقضيها في القراءة) في إجابته على سؤال من أحد المداخلين (كم تقرأ من ساعة في اليوم؟) وهناك تعليق قديم مكتوب بخط يده عام 1383-1963م وجده في كتاب (مروج الذهب) للمسعودي ومما جاء في هذا التعليق (أرجو من الله عز وجل أن يوفقني على القراءة اليومية ويرزقني معرفة) وختم تعليقه بوشم اسمه عليه (ع.م.غ) وقسم الدكتور الغذامي القراءة إلى أربع شعب:
(1) القراءة السريعة ومّثل عليها بقراءة الصحف والخطابات الرسمية.
(2) القراءة المهنية التي تطلب عادة من الناقد لإبداء رأيه في عمل إبداعي وهو مجبر على تلك القراءة حتى وإن لم يجد متعته فيها.
(3) القراءة الوظيفية المطالب بها الأكاديمي عادة في تحكيم الكتب ومتابعة رسائل طلابه وأطروحاتهم العلمية.
(4) القراء الفكرية ونعتها الغذامي ب(المهمة) لأنها تصنع الأفكار ورأى أنه يتعمد إطالة الأمد في قراءة بعض الكتب لإحساسه بالمتعة، ومن عادة الغذامي أن يعلق على قراءاته من خلال الكتابة على الهوامش أو قصاصات ورقية صغيرة وعن أفضل ثلاث كتب قرأها أوجزها في تلك العناوين (مائة عام من العزلة) لجابرييل جارسيا ماركيز و(داغستان بلدي) لرسول حمزاتوف وكتاب (المنثوي) لجلال الدين الرومي الذي يقع في ستة أجزاء كما يجد متعته أيضا في الرجوع لقراءة كتابي (دلائل الإعجاز) و(أسرار البلاغة) لعبدالقاهر الجرجاني، وقلل الغذامي من الإحصائيات والأرقام التي ترصد عادة لجلد الذات وإظهار عيوب المجتمع العربي وأنهم لا يميلون للقراءة من خلال ذكره لكتاب (لا تحزن) للشيخ عايض القرني الذي طبع منه مليوني نسخة وقال: لقد اشتريته وقرأت منه بضع صفحات وتركته ويرجع شهرة هذا الكتاب إلى أنه يضرب على الوتر الحساس عند الناس ويلامس أحزانهم.
المداخلات
- أشاد الأستاذ عمر محفوظ الصعيدي من منسوبي كلية اليمامة باحترام الغذامي للوقت وأورد في ذلك قصة طريفة أنه كان هناك موعد لأبناء عمه مع الدكتور عبدالله الغذامي في تمام الساعة التاسعة فتأخروا عليه عشر دقائق فلم يفتح لهم الغذامي الباب وفي اليوم الآخر أتوا إليه في الموعد المحدد فأكرمهم وقال الغذامي إن هذه طريقته حتى مع أقرب الناس إليه.
- أبدى الدكتور سعد العريفي ملاحظته على العنوان (تجاربهم في القراءة) ورأى أن المعية أصح من الظرفية وأورد في مداخلته إحصاءات وأرقام تبين الفارق بين ما يقرأه العربي ونظيره الغربي وقال: الأمريكي يقرأ 11 كتابا في السنة والبريطاني يقرأ ما يعادل سبعة كتب في السنة أما الرجل العربي فيقرأ بضع صفحات فقط.
كما وجد البين الواضح في قراءة الطفل الأمريكي الذي يقرأ 37 ساعة في السنة بينما الطفل العربي يمضي سبع دقائق في المدة نفسها وتصدر أمريكا في السنة الواحدة أكثر من 290 ألف كتاب بينما الوطن العربي لا تتجاوز إصداراته 5000 كتاب.
- تساءل الدكتور معجب العدواني عن عدم اهتمام الدكتور عبدالله الغذامي بالردود التفاعيلية على مقالاته في الإنترنت فأجابه الدكتور الغذامي بأن الوقت لا يسعفه.
- تحدثت الأستاذة فاطمة الحسين عن النشاط الثقافي النسائي الذي تعقده المكتبة منذ أكثر من ست سنين بشكل دوري كل شهر.