في الأمثال العامية في نجد، وربما في غير نجد (ما وطا الراس فالرجلين واطيها) ومعنى هذا أن الذي استطاع أن يضع بقوته وجبروته رجله على رأسك فإن دهس رجليك لن يكلفه شيئاً بل هو أمر عادي عنده، إن لم يكن من الأولى له أن يفعل، وعلى هذا فعليك أن تكون حذراً مما يمس أخاك أو قريبك أو صديقك أو من يجانسك في كل شيء بما في ذلك الحالة الاجتماعية، فإن ذلك العدو ستحدثه نفسه بأن يفعل بك ما فعله بأولئك.

يحكى أن جزاراً اجتر خروفاً من بين ثلاثة خراف كانت في حوش للأغنام، فذبحه وأخواه ينظران إليه، فقال أحدهما للآخر: ترى هل سيفعل بنا مثل ما فعل بأخينا؟ قال له: وهل في ذلك شك؟!! وفي اليوم الثاني أتى الجزار إلى الحوش فلما رأياه قال أحدهما للآخر: ها هو الجزار أتى ليفعل بأحدنا ما فعله بأخينا بالأمس. ففرا من وجهه ولكن أين المفر؟! الباب مغلق والجدران طويلة، فأخذ الجزار يطاردهما داخل الحوش حتى أمسك بأحدهما وذبحه على مرأى من أخيه، وبذلك أصبح بل صح لدى الباقي أنه سيكون الضحية غداً، ولا حول له ولا قوة بذلك الجزار.

وفي الليلة التي سيكون صبيحتها اليوم الثالث، سمع منشداً يردد هذا البيت:

فصح له أنه لن يكون الناجي وأنه سيلحق بأخوته، وفعلا صبّحه الجزار وذبحه.