القاهرة - مكتب «الجزيرة» - طه محمد
دعا مفكرون وخبراء في اللغة العربية إلى ضرورة الحفاظ على اللغة الفصحى وحمايتها من اللهجات العامية ونشرها في المدارس والجامعات وأجهزة الإعلام من خلال مشروع تتبناه جامعة الدول العربية لتوسيع نشر الفصحى في أجهزة ووسائل الإعلام ومناهج البحث والتعليم.. وشدّدوا في المائدة المستديرة التي أقامتها جامعة القاهرة بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) على ضرورة الحفاظ على اللغة العربية من حملات التشويه وتعريب العلوم بالجامعات العربية، محذّرين من خطورة سيطرة الجامعات الأجنبية ببعض الدول العربية على مناهج التعليم، وهو ما ينذر بخطورة على اللغة العربية الفصحى وهوية الطلاب.وطالب الدكتور عبد العزيز التويجري مدير عام منظمة (الايسيسكو) بضرورة إحياء اللغة العربية الفصحى وإحيائها بإشاعتها في أجهزة الإعلام والمناهج البحثية والتعليمية باعتبارها معبرة عن هوية الأمة العربية..
وانتقد قرار منظمة (اليونسكو) بتخفيض ميزانية الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية داعياً إلى ضرورة مساواة ميزانية الترجمة للعربية باليونسكو باللغات العالمية الأخرى وخصوصاً أن العربية معترف بها في منظمة الأمم المتحدة.
ومن جانبه أكّد الدكتور محمود حافظ رئيس مجمع اللغة العربية أن الفصحى تتعرض لهجمة شرسة واعتداءات صارخة من جانب أجهزة ووسائل الإعلام، بالإضافة إلى انتشار الجامعات الأجنبية في الكثير من الدول العربية فضلاً عن المدارس الأجنبية التي باتت تهدد مناهج التعليم برياض الأطفال.
وقال حافظ إن في مصر وحدها يدرس قرابة نصف مليون طالب الطب باللغة الإنجليزية وهو ما يعد مخالفة للقانون الذي يقصر التعليم على اللغة العربية الأمر الذي يعد مخالفة صريحة للدستور المصري، منتقداً طغيان اللهجات العامية على وسائل الفضائيات. مضيفاً أن المجمع يرسل توصياته الدورية إلى وزراء الثقافة والإعلام والتعليم بالدول العربية للالتزام بتوصياته الخاصة بالاهتمام باللغة العربية الفصحى والعمل على نشرها. مؤكداً أنه رغم كل المحاولات المبذولة من جانب البعض لتشويه العربية إلا أنها ستظل باقية وشامخة لكونها لغة القرآن الكريم.
أما الدكتور عبد الله التطاوي نائب رئيس جامعة القاهرة فقال إن حماية اللغة والعمل على نشرها سيكون بمثابة الحفاظ على الهوية العربية باعتبارها بيت الكينونة وذاكرة الأمة وشرعية بقائها الحافظ لها من الاستلاب الحضاري وخصوصاً أن اللغة ليست فقط كوسيلة للاستخدام في الإبداع والفكر ولكن في العلم والتي من خلالها انتشر العلم على مدى قرون. وأضاف د. التطاوي أن كل ذلك يتطلب ضرورة تجاوز الأطروحات النظرية ونقد الذات ومراجعتها لتعود للعربية مكانتها وتعزيز منزلتها. مشدداً على أن التكامل العربي لن يتحقق إلا من خلال اللغة, واحترام المناهج التي صار عليها القدماء.
أما الإعلامي طاهر أبو زيد رئيس جمعية حماية اللغة العربية فاعتبر أن هناك أزمة في البلاد العربية والإسلامية بسبب انعدام الثقافة على الرغم من تميّزها في العقيدة والتاريخ والجغرافيا إلا أن الظاهر أن العرب والمسلمين يختلفون حول هذه المكونات بالتشرذم إلى مذاهب وفرق وتباعد في الأوطان فضلاً عن أن الثقافة العربية نفسها تكاد تكون غير موجودة. وانتقد مزاحمة اللهجات العربية للغة الفصحى ما يتطلب من المنظمات الثقافية العربية والإسلامية العمل على القيام بدورها لحماية اللغة الفصحى وتوسيع نشر مطبوعاتها بهذا الشأن.