هاتفني الأستاذ عبدالله الحقيل قال لي ما رأيك أن نذهب سوياً لزيارة الدكتور صالح المالك في التخصصي لقد سألني عنك في زيارتي الأخيرة له، وأعتقد أنه يريدك في موضوع يتصل بالنشر قلت له لنذهب. دخلنا عليه وكان يصلي العشاء أكمل صلاته والتفت إلينا سأل الأستاذ الحقيل عن الجديد في الأدب فقال الحقيل لقد ذهبت إلى القصيم مشاركاً في اللقاء العلمي للجمعية العلمية التاريخية وألقيت في حفل الافتتاح قصيدة قال لنسمعها. فألقاها الأستاذ الحقيل وهي من أربعين بيتاً وقال أريد نسخة منها، ومن ثم أهدانا نسخة من ديوانه إخوانيات وقال لي لقد سألت عنك الأستاذ الحقيل أكثر من مرة أريد أن تتولوا في دار النشر عندكم نشر دراساتي وأبحاثي ومحاضراتي ومقالاتي وأشعاري وأن تتولاها شخصياً وسوف أسلمك كل ما لدي من كتابات وأبحاث ودراسات ومحاضرات ومقالات وأشعار وتقدم دراسات حولها وتنشرها في عشرة كتب وإني سوف أخرج من المستشفى هذه الأيام وأتصل بك لنلتقي في البيت لأطلعك على كل ما لدي وأسلمك إياه وإذا لم أتمكن من الخروج سوف أكلم ابن أخي خالد ليتصل بك ويرتب معك ويسلمك كل ما لدي كتابات ودراسات وأبحاث وأشعار وهذه أرقام تلفوناتي، مجلس الشورى، المنزل، الجوال، وأريد أن تعطيني أرقام تلفوناتك.
أبديت له رؤيتي العلمية والمنهجية حول برنامج نشر الكتب فوافق على ذلك.
تواعدنا على أن نلتقي ولكن كان الأجل أسبق من موعدنا لقد آلمنا رحيله فقد كان رجلاً فاضلاً نبيلاً وإنساناً خيراً ينتزع الإعجاب والثناء من الجميع وسوف يترك غيابه ألماً وأساً عميقين في النفوس ولكن أعماله ستبقى خالدة بإذن الله وسيظل الجميع يذكر دماثة خلقه وتواضعه وسمو طبعه ونزاهة ضميره ونبل مواقفه وحسن تعامله وصفاء نفسه وورعه وسوف نتذكر جيداً مواقفه النبيلة فرحيله يعتبر خسارة كبيرة فقد كان في نزال مع المرض ولكنه كان رجلاً قوياً واصل السير.
إن على الإنسان أن يتقبل تلك البلاءات التي تصيبه وأن علينا أن نعيش الحياة بالصورة التي تبدو لنا فيها الحياة وأن ندرك أن من الواجب علينا أن نعتصم بالصبر وأن نتشبث بالكرامة في مواجهة الفواجع.
لقد آلمنا رحيل أبا هشام و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.