من المآثر التي يجب علينا نحن السعوديين الافتخار بها هو استمرار حصد المملكة العربية السعودية بقيادتها الرشيدة لعدد من الجوائز ذات الماركة الإقليمية والعالمية سواء كانت ميداليات أو دروعا أو شهادات تقدير او غيرها في مختلف مجالات التنمية الشاملة وعلى كافة المستويات والأصعدة، لأنها تأتي أولاً من منظمات عالمية وإقليمية، وثانياً لأنها من جهات ذات صبغة حيادية ووفق أطر ومعايير مقننة تشتد عليها حمى المنافسة من قبل كثير من الدول، وفي صباح الأحد الماضي احتفلت وزارة التربية والتعليم بحضور معالي وزير التربية والتعليم وسمو نائبه لتعليم البنات مع سمو الأمير سلطان بن سلمان وزملائه منسوبي هيئة السياحة والآثار بحصول الهيئة على الجائزة الدولية لمنظمة السياحة العالمية جائزة لجنة التحكيم لعام 2008م في برنامج التربية السياحية المدرسية، هذه الجائزة المرموقة وذات الصيت الشائع تسعى من خلالها المنظمة العالمية للسياحة لتحفيز الإبداع المعرفي ونشره وتطبيقه في مجال السياحة وتسليط الضوء على أحدث التطورات في هذا المجال.
وفي الوقت الذي نهنئ فيه أنفسنا في المملكة لحصولناعلى هذه الجائزة العالمية التي تعكس ما تحتله بلادنا الغالية من مكانة مرموقة بين دول العالم فإننا نبارك للهيئة ووزارة التربية والتعليم هذه العلاقة التشاركية المتينة التي بذل فيها سمو الأمير سلطان بن سلمان جهدا استثنائيا مميزا كي يحصد ثمار ما يزرعه وما يبذله من جهد خارق لإيمانه الراسخ بأن التعليم هو بوابة الولوج للمستقبل ومؤسسات التعليم هي مصانع الإنسان الذي يمثل قيادة المستقبل وعدته وعتاده، كما يجب أن نشكر المولى عز وجل على أن قيض لنا قيادة حكيمة وواعية، ووهب لنا من أحفاد وأنجال صقر الجزيرة الملك الموحد والمؤسس عبدالعزيزبن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - (وما أكثرهم وأتقنهم لعملهم بحمد الله) وليس المجال هنا لحصرهم وتعداد مناقب كل واحد منهم فلكل منهم نجاحاته المميزة، لكن لكل مقام مقال، ومادام الحديث هنا عن الجائزة العالمية للسياحة فلابد من رد الفضل لأهله لأن من لا يشكر الناس لا يشكر الله، والثناء والشكر لله أولاً، ثم التهنئة والتبريك لمقام ولاة الأمر - حفظهم الله -، والشكر موصول لسمو الأمير سلطان بن سلمان الذي عهدنا فيه دوام الإصرار والعزيمة والمثابرة لتحقيق طموحاته وأهدافه الكبيرة مذ كان أول رائد فضاء عربي مسلم يصعد على سطح القمر، وها هو بعدما غزا الفضاء يجوب الثرى في بلادنا المترامية الأطراف يخطط ويرسم في بصيرة ثاقبة وينفذ بإتقان وجودة عالية، يبحث دون كلل أو ملل ويفتش عن التراث والآثار لتكون من معالم السياحة الجميلة في بلادنا، ويبارك ويدعم ويشجع كافة المواطنين وخاصة النشء على برامج السياحة الداخلية في كل المناطق والمحافظات واستمتاعهم بزيارة تلك المواقع تثقيفا لهم وتعزيزا لحبهم ووحدتهم وانتمائهم الوطني، حتى حصد بحكمته وصبره وعشقه ومثابرته جائزة عالمية لا تمنح إلا لعمالقة المخططين والأفذاذ الناجحين، هذه الجائزة الدولية التي نفخر بها إنما تجسد بحق عشق هذا الأمير النبيل والهمام للتحدي وإصراره المستمر على كسب الرهان وحيازة قصب السبق ومزاحمة جميع الهيئات الدولية الأخرى بالمناكب وما ذلك على مثل سموه الكريم بمستغرب لأن هذا الشبل من ذاك الأسد، والاثنان معا وأسرتنا المالكة الكريمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وأحفادهم وأنجالهم كلهم من سلالة صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - وجميعهم يسعى جاهدا لتحقيق رفعة الوطن وعلو شأنه ورخاء وراحة ورفاه المواطنين والمقيمين والسياح الزائرين، فهنيئا لقيادتنا ومملكتنا ومواطنينا بهذه الجائزة العالمية التي تضاف لرصيد بلادنا الوافر من الجوائز، وهنيئا لنا بسلطان بن سلمان الذي صعد بنا لمنصات التتويج وحصد لنا هذه الجائزة العالمية وشكرا لسلمان بن عبدالعزيز على جمال تربيته وتنشئته وجودة تعليمه والشكر موصول للهيئة السعودية للسياحة والآثار ووزارة التربية والتعليم على برنامجها التشاركي الرائع (ابتسم).