عندما كانت (الآثار.. وكالة) في وزارة..

وكانت تلك (الوزارة).. تنوء بحملها الثقيل....

لم يتجاوز الاهتمام بتلك (الآثار) في أحسن حالاته..

تسييج ما نامت عنه أعين مراقبي البلديات..

(أعين الشجعان).. الذين ما فتئوا يساوون تلك (الآثار) بالتراب.. بوعي إداري

تحفزه ثقافة.. لا ترى في تلك الشواخص أكثر من زوائد تشوه وجهاً حضرياً - مدنياً يريدون تلميع قسماته.. أو محفلاً يؤمه (الدراويش).. ممن لا يعوَّل على وعيهم واهتماماتهم (......)

** ظلت (الآثار).. محمية بسياج صامت.. يهصرها.. حتى ينضج في عروقها النضاخة رهق السؤال... بأي ذنب حُبست وأُهملت وقُتلت..؟

ذهب الكثير منها... أُودع طوطم الفناء وبقي ما بقي.. يلوك حسرة الانتظار..

يحاول استثارة فضول المهمومين بالمعرفة.. العارفين أي قيمة يمكن أن يحملها أثر..لا يملك أكثر من الإشارة إلى (المعرفة)؛ يومئ بسلام إلى من ناكفوه العداء.. وعدُّوه شراً مستطيراً.. يطّاير في عيون تتقصى أوهام الخوف على الإيمان واليقين.. وذلك شأن من الحكمة عدم المساس برؤاه وقناعاته..

** الآن.. صارت (الآثار).. قسيمة السياحة.. في (هيئة رسمية) بدا من إستراتيجيتها المعلنة ما ينبئ عن وعي نابه بأهمية (الآثار) .. كمكون من مكونات المعرفة.. ومكتسب من مكتسبات ثراء المكان وثروته..

** عاد (للآثار) شيء من قيمتها - ولو نظرياً حتى الآن- وجوهر الوعي بأهميتها الذي يتطلب أول ما يتطلب.. حمايتها من العبث.. وتخليصها من فوضى الاختصاصات الوظيفية..

(فوضى) ينازعها أحياناً وعي مشوش..

يرتاب من الإفصاح عن موقفه.. وممارسة حقه في حماية (الآثار).. واستثمارها معرفياً وسياحياً..

ليس في التنويه عنها (دعاية للفرجة)..

أو في إضاءتها موسمياً.. في تواقيت تبخسها (حقاً وقيمة) كثيراً ما تاهت بها في عبث الظنون..!

استثمارها؛ معرفياً.. وسياحياً.. حين تكون المعرفة (سياحة) في الآفاق.. وقراءة للمراحل والمتغيرات.. واكتشاف العالم والتاريخ والإنسان.. وحين تكون السياحة.. (معرفة) وعلم تنير العقل وتضيء الوجدان..قبل أن تكون إدارة وفنا..

تتطلب منظومة خطط وإجراءات.. وعزيمة تنفيذ..!

** (هيئة السياحة والآثار).. وقد أضحت جهازاً مؤسسياً مستقلاً وليداً.. بحاجة إلى صياغة (إستراتيجية وطنية).. لا تنحصر مجالات تنظيماتها وتطبيقاتها في أذرعها وهياكلها الإدارية وفروعها في المناطق وحسب.. بل تمتد إلى أجهزة أخرى (ذات علاقة).. ولاسيما التربية والتعليم, والتعليم العالي.. ومراكز الأبحاث.. والبلديات.. في مسارات نزعم أنها تحفظ ما تبقى من وقار قيمة.. وجلال كينونة ل(آثارنا).. التي كثيراً ما عانت غبن التدمير وضآلة التقدير..!!