اعتاد بعض الكتاب في الصحافة المحلية السطو على أعمال غيرهم ونسبها إلى أنفسهم، ومن الطبيعي ألا يكون هذا السطو ظاهراً وواضحاً حتى لا يكشف أمر كاتبه، بل يغلف بشيء من الذاتية لإبعاد الشبهة عن الكاتب.
وعادة ما تكون نماذج السطو هذه باختلاس الأفكار كاملة أو اقتباس النصوص المقتبسة في الأصل المسروق منه، والتي تعب وأُجهد الكاتب الأصلي في الوصول إليها، فلا يذكرها صاحب المقالة أو العمل السارق تمويهاً وإبعاداً للناس عن التفكير في الرابط بين العملين.
وكثرة هذه الأمور نتجت عن قلة اهتمام الصحف والمجلات بالتدقيق في الأعمال التي يرغب الكتاب نشرها، وثقة في بعض الأسماء التي يعد أصحابها من الكتَّاب المرموقين والمعروفين، وأعضاء في تحرير صحف ودوريات ومجالس إدارة لهيئات صحفية.
وإذا كان العتب كثيراً على السارق المجهول غير المعروف، فهو كبير جداً على الشخص المعروف المشهور الذي يفترض أن يكون قدوة ونموذجاً في التمسك بأخلاقيات العمل الصحفي أولاً، والكتابة بشكل عام.
فما الذي يمنع الكاتب أن يستفيد من عمل غيره وأن يشير إليه بوضوح؟
وما الذي يمنعه من البحث والتنقيب للتوصل إلى أفكار جديدة بدل الركون إلى أفكار سابقة والأخذ منها؟
إن الأمل أن تكون هناك متابعة من المهتمين في البحث عن لصوص المعرفة ومتابعتهم وكشفهم لأن في تركهم إقراراً لمشروعية ما يفعلون من أعمال ومساعدة لهم على الحصول على الشهرة الرخيصة في المجتمع.
لقد تكررت هذه الأعمال كثيراً في الصحف والمجلات رغم أن المسروق منه قد يكون عملاً بسيطاً لا يحتاج أن يًسرق.
كنا نسمع عن موسوعة أو دائرة معارف تختص بكشف هذه الأمور، ولكن لا ندري هل صدرت أم لم تصدر. ولعل في مثل هذه الموسوعة من العجب الشيء الكثير.