كتب - خالد بن عبدالله
كيف جعلها أنيقة تتباهى بمشيتها.. هذا ما نود الوصول إليه..
(سهم) شاب سعودي لم يشهد أكثر من ثلاثة وعشرين ربيعاً، شربَ من ماء الفن حتى لم يرتوِ، ونهلت الأغنية السعودية من (ألحانه) حتى قالت له: هل من مزيد..
أشعرُ بأنَّ الملحن (سهم) سيكونُ حالتنا خلال الفترة القادمة، ولعلَّه قادر على أن يبلغ ب(مؤشرها) نحو ارتفاعات قادمة، وربما دخل في (أسهمه) أصوات سعودية قادمة بعد أن ترسخ اسمه عند محبي الأغنية الجميلة.
ربما سأتحول بكم الآن إلى ما يشبه التحليل الاقتصادي - إن جاز الأمر - بعد أن لاحت لي فكرة دخول أصوات خليجية وعربية إلى مشروع (سهم) في تطوير الأغنية الشعبية السعودية، ولكني سأعود الآن أدراجي لأواصل ما أردت قوله.
الملحن (سهم)، هكذا نعرفه، جاء للأغنية السعودية فألبسها (هنداماً) جديداً خَتَمَ عليها بَصْمته، ولعلَّ (عزاه) التي غناها الفنان (الأنيق) راشد الفارس هي التحيَّة الأبلغ منه لنا، قال بها للجمهور: السلام عليكم.
في الدوحة اتصل براشد الفارس ليبارك له نجاح حفلته هناك، وصادف أن كان مع الفارس مجموعة من الزملاء الإعلاميين؛ حيث هاتفهم واحداً تلو الآخر، وقال للجميع: انتقدوني إن كنت أخطأت يوماً في أي عمل.
ولا أعلم ماذا أسميها، هل هي تواضع أم ثقة أم تلقائية؟.. ولكني أُجمع على ثلاثتها.
وكل ما سبق كان وسيكون (حقيقة) سيحتفظ بها الزمن والتاريخ، وستعودون إلى ما كتبت اليوم لتشعروا أنني صدقت في كل ما قلت وفي غالبية ما أتوقع، وستشاطرونني مستقبلاً محبة هذا (الملحن).. الذي ألبس الأغنية السعودية (بشتاً) مطرزاً بخيوط الأصالة، يستطيع كل واحدٍ منا أن يجعله ضمن الألحان (الفاخرة) التي لا تنتهي قيمتها مع تقادم الزمن ولا تبلى.
عبدالمجيد عبدالله في شريطه الأخير (مليون خاطر) احتكر مجموعة ألحان (فصَّلها) سهم، وهي لكل من يستمع إليها، لا تُشبه واحدة أُختها. فهو إذاً من الملحنين القلائل جداً الذين لديهم القدرة (العجيبة) للخروج من حالة والدخول في أخرى دون أن تتأثر هذه بتلك.
استمعوا (لجُملهِ) اللحنية بهدوء وقارنوها بعمره الحقيقي ثم بعمرهِ الفني ثم انظروا لساحتنا المليئة بكل هذا (العطاء) لتعرفوا أن الأغنية السعودية (ولاَّدة)، وهي لا تلد مشوّهين أو (خدّج)، بل تلد (نضوجاً) يسلب الأنظار ويلوي (الأعناق).
وقبل أن أُنهي حديثي (العجالة) لا تنسوا أن تجعلوا نَصْبَ (إعجابكم) أسماء ألبست الأغنية السعودية (أبهى) حُللها وجعلتها عروساً يطلب ودها كل من أراد طرباً في متلاطمة الأيام.