قال الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات نشرتها الصحف الاماراتية أمس الثلاثاء انه لا يمانع فتح سفارة لبلاده في بيروت اذا تحسنت العلاقات بين البلدين مؤكداً أن لا خلاف مع لبنان حول مزارع شبعا وان الحدود بين البلدين ترسم بعد خروج الاحتلال الإسرائيلي. وردا على سؤال حول امكانية فتح سفارة سورية في بيروت، قال الأسد الذي انهى أمس الثلاثاء زيارة رسمية استمرت ثلاثة أيام إلى الامارات (أنا طالبت بذلك في العام 2005، وفتح السفارات يتطلب علاقات جيدة بين البلدين).
وذكر الأسد انه كان قلقا (من تحول الازمة اللبنانية الأخيرة إلى حرب أهلية) وشدد على ان سورية (على استعداد للتعامل مع اية حكومة (لبنانية) وطنية بغض النظر عن الاشخاص). إلى ذلك، شدد الاسد على ان لا خلاف بين سورية ولبنان حول الحدود (لكن بين لبنان وإسرائيل) وان (لا مشكلة حقيقية مع لبنان بشأن مزارع شبعا). وقال في هذا السياق ان (هناك احتلالا لأراض لبنانية) في اشارة إلى مزارع شبعا (وعندما تحل هذه المشكلة نحن جاهزون لترسيم الحدود مع لبنان).
وكان الأسد اكد في مقتطفات من هذه التصريحات نشرت في وقت سابق ان (المفاوضات غير المباشرة بين بلاده وإسرائيل) في المرحلة الأولى وهي في مراحل لاحقة بحاجة إلى رعاية دولية وخاصة من الولايات المتحدة الاميركية بصفتها قوة عظمى ولها علاقات قوية ومميزة مع إسرائيل). كما أكد أن سورية تدعم بقوة اتفاق الدوحة بين اللبنانيين. إلى ذلك قال الرئيس السوري بشار الأسد في تصريحات نشرت أمس الثلاثاء ان على إسرائيل ان تكون مستعدة لاعادة كل الأراضي السورية التي احتلتها في حرب عام 1967 في إطار أي اتفاق سلام بين البلدين. وقال الأسد بأن الرعاية الامريكية ستكون ضرورية في المرحلة التالية من المحادثات غير الرسمية التي بدأت الشهر الماضي بوساطة تركية. وتابع يقول انه في هذه المرحلة لا تتفاوض سورية مع إسرائيل حول أي شيء بخلاف اعادة كل الأراضي واعتبر ان المفاوضات غير المباشرة هي لجس النبض وتوقع ان تبدأ المفاوضات المباشرة العام المقبل. وأضاف انه فيما يتعلق بالمياه هناك أحكام دولية تحكم هذه المسائل يرجع اليها عادة لكن اذا كان الغرض من مسألة المياه هو ان تتخلى سورية عن الاوضاع التي كانت سائدة عام 1967 على الحدود حتى بحيرة طبرية فلن يمكن التوصل إلى حل وسط بشأن حدود عام 1967م.
وأعلنت إسرائيل وسورية الشهر الماضي انهما بدأتا محادثات غير مباشرة بوساطة مسؤولين اتراك وهي أول مفاوضات بينهما منذ ثمانية أعوام. وانهارت محادثات السلام السورية الإسرائيلية عام 2000 بسبب خلاف حول السيطرة على شواطئ بحيرة طبرية التي تحصل إسرائيل منها على معظم احتياجاتها من المياه. وقالت سورية انها تلقت تأكيدات من إسرائيل من خلال تركيا لاستعداد الدولة اليهودية لاعادة هضبة الجولان السورية مقابل السلام. ونقلت صحيفة البيان عن الأسد قوله ان المفاوضات في مراحلها الاولية وانها في مراحلها النهائية ستتطلب رعاية دولية خاصة من الولايات المتحدة وهي (دولة عظمى) تربطها روابط خاصة مع إسرائيل.
ويقول كثير من المحللين ان العداء الامريكي لسورية يجعل التوصل إلى اتفاق سلام مع إسرائيل غير مرجح إلى ان يغادر الرئيس الامريكي جورج بوش البيت الابيض في يناير كانون الثاني القادم. وقالت الولايات المتحدة انها لا تعترض على المحادثات لكنها كررت انتقادها لسورية (لدعمها الارهاب).
واحتلت إسرائيل الجولان عام 1981م في خطوة ادانها المجتمع الدولي. وانتقل نحو 18 ألف مستوطن يهودي إلى هضبة الجولان التي يعيش فيها نحو 20 ألف درزي سوري، وعرضت إسرائيل على الدروز السوريين الجنسية لكن كثيرين رفضوها.