«الجزيرة»- فهد الشملاني
نظمت شركة التعدين العربية السعودية (معادن) زيارة ميدانية للصحفيين والإعلاميين لزيارة منجم الأمار في محافظة القويعية والذي يقع ضمن الحدود الإدارية لإمارة منطقة الرياض على بعد 195كم جنوب غرب مدينة الرياض حيث استمع الزائرون لشرح عن عمليات التعدين من مدير المنجم المهندس عبد الجليل محمد هواري ورافقهم طوال فترة الجولة التي بدأ في غرفة تجهيز السلامة وتم فيها تزويد الفريق الإعلامي بالأدوات الاحتياطية للسلامة إضافة إلى تدريبهم داخل الغرفة على استخدامها وتشمل أدوات السلامة على بدلة خاصة تغطي كامل البدن قليلة المسام وخوذة للرأس متينة تقي من تساقط الصخور في حالة حدوثها ومزودة بكشاف كهربائي للرؤية وجرابات خاصة مدعمة من الأمام بالحديد لوقاية القدمين عند الاصطدام بالصخور الحادة.
وبعد التجهيز تم الانتقال إلى أنفاق الخام التي تمتد تحت الجبل حوالي (1.5) كيلومتراً بعمق 150 متراً حيث يبدأ مدخل المنجم بنفق واحد مبطن بطبقة من الخرسانة الأسمنتية على امتداد حوالي 30 متراً وذلك لهشاشة سفح الجبل بعدها تظهر الصخور على طبيعتها من جميع الجوانب مدعمة بأسياخ حديدية لزيادة تماسكها، ويتشعب النفق من الداخل إلى عدد أنفاق لتتبع عروق خام التعدين بعضها مضيء لوجود عمليات تنقيب والآخر مظلم لتوقف العمل فيه بسبب نهاية العروق، وتظهر على الجوانب على مسافات غير متقاربة فتحات للتهوية.
وعلى بعد كيلو ونصف الكيلو متر توقف الفريق الإعلامي حيث معدات الحفر واستمع إلى شرح من المهندس عبد الجليل هواري وبعض المهندسين الجيولوجيين الذين أوضحوا أنه يتم في هذه المنطقة تحديد عروق الخام واتجاهها بشكل دقيق وأخذ عينات لفحص تركيز المعادن المستهدفة في الخام وعلى ضوء نتيجة الفحص يتم حفر فتحات في أماكن عدة لوضع متفجرات لتفتيت صخور الخام ونقله إلى المصنع.
وتنقل الصخور إلى الكسار خارج المنجم حيث يتم تكسيرها إلى حبيبات صغيرة بحجم حبة الفول تقرباً وتنتقل بعدها عبر سيور عريضة إلى المطحنة على مسافة 40 متراً والتي تحولها إلى بودرة ناعمة ومنها تتجه إلى عدة خطوط لتعويم واستخلاص النخاس والزنك بعد إضافة مواد كيمائية خاصة، أما الذهب والفضة فاستخلاصهما يعد أكثر صعوبة من الزنك والنحاس حيث يمر براحل عدة فبعد الانتهاء من النحاس والزنك يحبس الكربون في خزانات خاصة ويضاف إليه مادة السيانيد حيث يتم في هذه المرحلة استخلاص الذهب من الكربون واستقطابه عبر خلايا كهربائية ثم ينقل الخليط إلى آلة للترشيح والتجفيف، وفي درجة حرارة تفوق1000 درجة مئوية يتم صهر الخليط في فرن خاص لتكون الحصيلة النهائية سبيكة ذهبية يصل وزنها 17 كيلو جرام.
وأوضح المهندس هواري في رد على سؤال ل(الجزيرة) أن السبيكة بعد الصب تكون عبارة عن خليط من الذهب والفضة ويتم نقلها بوسائل آمنة إلى أحد مصانع الذهب المحلية ليتم فصل الذهب عن الفضة ثم تدخل إلى خزينة الشركة في البنوك. وبين أن عملية الصب في المنجم تتم من 2 إلى 3 مرات في الشهر حسب تركيز الخام بالصخور.
وأشاد المهندس هواري بالكفاءات السعودية العاملة في المنجم والتي أثبتت قدرتها في العمل الميداني والتغلب على الظروف في المناطق النائية.وفي هذا السياق أوضح أن أحد المهندسين الجيولوجيين السعوديين استطاع بفطنته واتساع مداركه العلمية أن ينعش منجم مهد الذهب ويمدد عمره الافتراضي عشرين سنة قادمة بعد أن كان من المقرر إقفال المنجم وردمه.. لافتاً إلى أن المهندس طلب منه إبان كان مديراً لمنجم مهد الذهب الحفر على بعد 150 متراً عن مكان العمليات السابقة معتمداً على معلوماته الأكاديمية التي تؤكد حصول إزاحة في صفائح الصخور خلال العصور الجيولوجية القديمة بمقدار 150 متراً وتم الحفر بناء على معلومات المهندس وأفضى التنقيب إلى اكتشاف عروق ذهب إعادة الروح في حياة المنجم.
من جهتها أكدت الشركة أن منجم الأمار تتم فيه معالجة خام ذهب متعدد المعادن بمعدل 200 ألف طن في السنة لإنتاج الذهب على شكل خليط (دوري) ومركزات النحاس والزنك الذي سيباع إلى أطراف ثالثة للصهر.
وتم الانتهاء من إنشاء المنجم خلال النصف الثاني من عام 2007م وهو الآن في طور التشغيل المبدئي وزيادة الإنتاج تدريجيا علما بأنه من المقرر أن يبدأ إنتاجه الكامل في عام 2009م. وذكرت أن احتياطيات الخام في منجم الأمار بلغت في 1 يوليو 2007م 429.000 أوقية من الذهب (441.000 أوقية من مثيل الذهب) الموجود ضمن درجة 1.4 مليون طن بنسبة 9.9 غم/طن (10.2 غم/ طن من مثيل الذهب).
وتشمل الموارد المعدنية الإجمالية 722 ألف أوقية من الذهب (742 ألف أوقية من مثيل الذهب) الموجود ضمن درجة 2 مليون طن بنسبة 11.2 غم ذهب/طن (11.5 غم/ طن من مثيل الذهب).
وتمر عمليات تعدين الذهب عبر مراحل طويلة ومعقدة نظرا لضآلة نسبة الذهب في خام التعدين ، حتى تقرب الفكرة إلى مفهوم القارئ فإن مقدار حمولة (ونيت) من الخام ينتج حوالي خاتم ذهب.