أكد الدكتور خالد المزيني مدير النشاط غير الصفي بمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم أهمية توحيد الرؤى للاستثمار في الإنسان ووضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة لضمان نجاح هذا الاستثمار ونبه إلى أهمية أن يدرك التربويون قبل غيرهم أن تنويع الأنشطة والتركيز عليها والاهتمام بها سيخلق أجيالا قادرة على مواكبة التطورات المتسارعة في كافة المجالات وأجيالا تتمتع بالديناميكية والمرونة مشيرا إلى أن ذلك هو الاستثمار الحقيقي للإنسان.
وقال مخاطبا مديري ورؤساء النشاط الطلابي في المملكة خلال لقائه بهم ضمن فعاليات اللقاء الحادي عشر لمديري النشاط الطلابي الذي تستضيفه إدارة التربية والتعليم في الرياض إن المدرسة اليوم أصبحت من أهم المؤسسات الاجتماعية فهي بوابة مهمة جدا لتعديل عدد من السلوكيات الخاطئة أو تعزيز السلوكيات الإيجابية فأي عمل أو نشاط في المدارس يعد استثماراً عالي التأثير وبعيد المدى.
وشدد المزيني على أن تكون مشاريع النشاط ذات رؤية واضحة تتمتع بمهارات وحوافز ومصادر وخطة تنفيذية تعمل جميعها بتناسق وتكامل لضمان نجاح تلك المشاريع.
وتطرق المزيني في محاضرته إلى أهم القيم التي من المفترض أن تراعيها الأنشطة اللاصفية حيث تحدث عن قيمة الاعتدال والوسطية منبها إلى خطورة الفكر المتطرف في جميع الاتجاهات وتحدث عن قيمة المواطنة وكيفية غرسها في سلوكيات الطلاب وأن المواطنة الحقيقية إحساس داخلي يدفع الإنسان للسلوكيات الإيجابية والتفاعل مع القضايا بحس وطني عال مشيرا إلى أن مسؤولية التربويين هي تعليم الطلاب خطوات عملية للحفاظ على الممتلكات العامة وهذا يعد مثالاً بسيطاً للمواطنة.
وحذر المزيني من الغزو الفكري الهائل الذي يتعرض له شبابنا مؤكدا على أهمية أن الحماية من هذا الغزو يكون بفتح مجال الحوار عن طريق الأنشطة المتعددة والمتنوعة لمعرفة تفكيرهم وما يعانون منه، وشدد على أهمية أن نزرع في نفوس الناشئة حب العمل التطوعي وحب القيادة والمشاركة في اتخاذ القرارات.
وطالب المزيني في ختام محاضرته بوضع الخطط والاستراتيجيات المناسبة للنهوض بالنشاط الطلابي لمواكبة التحديات التقنية المعاصرة بما يتوافق وطبيعة المجتمع السعودي مؤكدا على أهمية أن يكون هناك تزاوج بين النظرية والتطبيق.
وفي المحاضرة الثانية ضمن اللقاء كشف مدير عام التربية والتعليم بمحافظة الأحساء أحمد بالغنيم عن أن متوسط ساعات النشاط التي يمارسها الطالب السعودي في العام الدراسي لا تتجاوز 27 ساعة من أصل 900 ساعة دراسية في العام وهذا يمثل 3% فقط من المجموع الكلي مشيرا إلى أن ذلك يعد رقما مخجلا مقارنة بالأرقام العالمية مؤكدا أن هناك توجه عالمي لتعزيز الأنشطة في المدارس.
وبين بالغنيم عن تقصير واضح كذلك من الأسرة في متابعة أبنائها أو الجلوس معهم موضحا أن متوسط الساعات التي يقضيها الوالدان مع الطفل لا تتجاوز الثلاث ساعات والنصف اسبوعيا وأن متوسط عدد الدقائق التي يقضيها الطفل سنويا لمشاهدة التلفزيون 1500 ساعة مشيرا إلى أن هذه الأرقام تعد جرس إنذار للجميع للعودة إلى أبنائنا ومحاولة مشاركتهم وجذبهم للأنشطة المدرسية وغير المدرسية.
وقال بالغنيم في معرض محاضرته ان المجتمع يريد جيلا منفتحا على الثقافات العالمية في المقابل متمسكا بهويته ويريد كذلك جيلا يتمتع بالعقل المنتج بدلا من العقل المستهلك ويريد جيلا يمتلك مهارات العمل المنتج والتفكير العلمي.
وأكد مدير تعليم الأحساء أن هناك مهارات أساسية يريدها التربويون من الطالب هذه المهارات لا يمكن أن تتوفر إلا بالنشاط ذكر منها التواصل مع الآخرين والتفكير العلمي الناقد والتعامل مع التقنية وخلق روح العمل في فريق واحد والمرونة وإدارة الذات والقيادة وتنمية الشخصية.
من جهة أخرى طالب المشاركون في لقاء مديري ورؤساء النشاط الطلابي بالمملكة بتصحيح نظام استثمار المدارس الحكومية من قبل القطاع الخاص مما يمنع استثمار مثل هذا المجال الذي قد يحقق العائد المادي الجيد للمدارس مما يساهم في تغطية نفقات المدارس وخصوصا في مجال الأنشطة. واشتكى المشاركون في اللقاء الذي تستضيفه الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض للبنين والبالغ عددهم 42 مديرا ورئيسا للنشاط الطلابي في إدارات التربية والتعليم بالمملكة من المكافآت المخصصة للعاملين في الأنشطة (خارج الدوام اليومي) وبالذات في الإجازة الصيفية حيث يعطى للمعلم المشارك في الأنشطة فقط 35 ريالا في الساعة إذا كان العمل خارج الدوام اليومي أو في الإجازة الصيفية.
مع أن المشاركين في التدريب التربوي أو في رعاية الموهوبين يخصص لهم قرابة مائة ريال في الساعة، وطالبوا بان تعمل وزارة التربية والتعليم على مخاطبة وزارة الخدمة المدنية لتعديل الوضع ومساواتهم بغيرهم من موظفي الدول الآخرين. ودعوا في جلستهم التي ترأسها الأستاذ جمال بن موسى الفايز مدير النشاط الاجتماعي بوزارة التربية والتعليم وكان المتحدثان بها كل من الأستاذ يوسف بن عبداللطيف الملحم مدير النشاط الطلابي بتعليم الاحساء والأستاذ عثمان حكمي مدير النشاط الطلابي بتعليم منطقة جازان إلى تنظيم دورات لرواد النشاط في التسويق وفنون الاتصال والإقناع وإعادة دورات رواد النشاط التي تم إيقافها مع تفريغ رواد النشاط في المدارس مثل المرشدين الطلابيين وأمناء مصادر التعلم.
وطالب المشاركون إلى تحديد فرص الاستثمار في المدارس مثل المهرجانات والمنشآت والحفلات والمطبوعات والإصدارات. إلى جانب أن يكون هناك ضوابط الرعاية التسويقية للبرامج والأنشطة في المدارس بحيث لا تكون مبتذلة اومخالفة للعادات أو الأعراف أو لما يتم تدريسه في المناهج مثل إعلانات التدخين.