الجزيرة - وهيب الوهيبي
أكد الأمين العام للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة الدكتور عادل بن علي الشدي أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - للحوار بين أهل الأديان، هدفها التعايش السلمي بين الشعوب وتعزيز القيم المشتركة وحمايتها، والدعوة للحوار بدلاً من دعوة الآخر للصدام بين أهل الأديان والثقافات التي بدأت تجد لها بعض الصدى في الغرب، وترتكز عليها حملات التخويف من الإسلام في أوروبا وأمريكا.
وقال الدكتور عادل الشدي إن الحوار الإسلامي العالمي الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، وتنطلق فعالياته الأربعاء القادم، ويستمر لمدة ثلاثة أيام، بعد انطلاقة جديدة لحوار مثمر وموضوعي بين أبناء الإسلام وأبناء الأديان والثقافات والفلسفات الأخرى وان تنظيم رابطة العالم الإسلامي بثقلها العالمي والشعبي وما تحظى به من مكانة للمؤتمر، يعطي زخما كبيرا له، وتفاعلا مع مقرراته وتوصياته، والدليل على ذلك المشاركة الكبيرة والفاعلة من العلماء والدعاة وأهل العلم والاختصاص في هذا المؤتمر استجابة الدعوة معالي الأمين العام للرابطة الدكتور عبد المحسن التركي الذي عرف بإنجازاته المتميزة في خدمة الإسلام والمسلمين.
وعبر الأمين العام للبرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم عن تفاؤله بالتوصيات والقرارات التي تصدر عن هذا المؤتمر الهام، ووضعه أسس لهذا الحوار ومنطلقات أو تحديد أهدافه، وقال: إن ديننا الاسلامي يدعو للحوار مع أهل الأديان وكتاب الله وسنة رسول الله المرجعية لأي حوار يقوم على المجادلة بالتي هي أحسن و إحسان القول، والالتزام بصفات الحوار الهادئ والموضوعي والبعيد عن أي منزلقات.
وأضاف الدكتور الشدي قائلا: إن الأمل يتواصل مع هذا الحوار لتحقيق نتائج تعكس الآمال المنشورة للأمة، وتعين على تحقيق الهدف الاسلامي من الحوار.
وأكد الدكتور الشدي إن المحاور الأربعة التي يناقشها المؤتمر تشكل الأساس لأي حوار بين المسلمين والآخرين، فالمؤتمر يبحث التأصيل الاسلامي للحوار، ويركز على تحديد مفهومه وأهدافه وأسسه ومنطلقاته في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم مستفيدا من التجارب السابقة للحوار مع الآخرين عبر التاريخ، ويناقش المؤتمر وبوضوح مع من تتحاور؟! وأطراف هذا الحوار، الذي أعلنه معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام للرابطة، بأن الحوار يشمل أهل الأديان وإتباع الرسالات الإلهية، وإتباع الفلسفات الوضعية، وسيناقش مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة إلى الإسلام، كذالك مجالات الحوار وإصلاح شؤون البشرية.
وقال الأمين العام للبرنامج العالمي للتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم إن المسلمين اليوم في اشد الحاجة إلى الحوار مع الآخر، والعكس أيضا إن أصحاب الديانات والفلسفات والمذاهب والرؤى في اشد الحاجة إلي الحوار مع المسلمين الذين يشكلون مليار وثلاثمائة مليون مسلم على وجه الأرض، ولهم كياناتهم السياسية ومنظماتهم الإقليمية والدولية والعلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأضاف: إن الغرب ليس كتله واحدة، فكما لدينا متطرفين هناك عنصريين ومتطرفين يرفضون الحوار، ويرفعون شعارات الصدام والصراع بين الشرق والغرب، وانه يجب قطع الطريق أمام دعاة الفرقة والانقسام، ومد جسور التواصل والتفاهم بين أبناء الإسلام والشعوب المختلفة.
وقال الدكتور علي الشدي إن الحوار واجب الآن على المسلمين للتعريف بدينهم، وركائز هذا الدين، وسماحته وانه دين امن وسلام وخير للبشرية، وأن المسلمين دعاة تعايش بين الشعوب لا دعاة فرقة، لأننا نرى حملات (الإسلام موفوبيا) و(العداء للإسلام) تزداد وهناك قوى خفية تستهدف تأجيج مشاعر الكراهية للمسلمين.
وقال الدكتور الشدي إننا في البرنامج العالمي للتعريف بنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم الذي انطلق من رحاب هذه البلاد المباركة، استطعنا أن نقيم جسور للحوار في البلاد التي وقعت فيها إساءات ضد رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستطعنا بفضل الله عز وجل وبدعم من ولاة الأمر وجهود العلماء وأهل الخير أن نصل إلى صناع القرار السياسي والإعلامي ونتجاور معهم، ونوجه خطابات مفتوحة إلى الشعوب الغربية توضح فيه حقيقة ديننا وحبنا لرسولنا ونعرف بنهج وأخلاقه وشمائل النبي صلى الله عليه وسلم، ووجدنا الصدى الطيب، والثمرة التي تجعلنا نستمر ونكثف الجهود، وهو الذي يجعلنا نستبشر بهذا المؤتمر والجهة التي تنظمه، والجهود المبذولة لإنجاحه ونأمل في النتائج التي يصل إليها خيرا بإذن الله.