برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين وعلى ثرى بلادنا الطاهرة وحضور المئات من علماء ومفكري العالم بمختلف دياناته السماوية وتوجهاته الفكرية يلتقي الجميع حول دعوة الملك الإصلاحي (عبدالله بن عبدالعزيز) إلى حوار موضوعي هادف لتقريب وجهات النظر لمصلحة البشرية بكل أطيافها وتوفير أجواء آمنة مطمئنة للتعايش ونبذ الحروب والصراعات المدمرة.. وطغيان فئة على أخرى ومحاربة الإرهاب أياً كان مصدره.. والالتفاف حول المبادئ الثابتة لحنيفية (إبراهيم) عليه السلام وهي مرجعية (المسيحية واليهودية) غير المحرفتين والتي جاء الإسلام بقرآنه الكريم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه متمماً لها ومكملاً لمكارم الأخلاق..
إن الحروب القذرة التي عانت منها البشرية منذ العصور الأولى بما فيها (الصليبية) وحتى الحربين العالميتين في القرن الماضي واحتلال البلدان العربية والإسلامية من دول الغرب وكذا اغتصاب (فلسطين) وثالث الحرمين.. (القدس الشريف) من شراذم آفاقية اتخذت (اليهودية) شعاراً لها.. ولكنها في حقيقة الأمر (صهيونية) مادية ملحدة عنصرية لا تريد إلا تقويض السلام الإنساني وانتهاك حقوق الإنسان في كل مكان يؤازرها في ذلك فكر متطرف ضللته الأساطير.
لقد جاءت دعوة (ملك الإنسانية) في وقتها المناسب.. لتحاور عقلاء العالم والوصول إلى كلمة سواء تجعل العبودية لله الواحد الأحد والطاعة لشرائعه الصحيحة الخالية من التأويل والتحوير، كما نزلت على أنبيائه ورسله الأخيار وخاتمهم المصطفى (محمد بن عبدالله) (صلى الله عليه وسلم).. وتلزم الحكومات والمؤسسات بنهج يكفل التعايش الذي يساوي الآدميين في الحقوق والواجبات.. واللجوء في الخلافات إلى روح الدين وحكمة العقل بعيداً عن الغطرسة والاستكبار والبطش والعدوان وشريعة الغاب..
إن الله تعالى حينما خلق (آدم) من تراب اختاره ليكون وأبناؤه خليفة في الأرض لإصلاحها وتعميرها جيلاً بعد جيل حتى يقضي فيها أمره بعد حين. وقد آن الأوان بعد هذا التقدم العلمي الهائل وتواري عصور الظلام والجهل والمعاناة من كوارث الحروب ونكباتها أن يسود منطق الدين الصحيح والعقل المستنير.. والإفادة من هذا اللقاء العالمي لصالح البشر جميعاً.. ولمستقبل إنساني تتوفر فيه أسباب العيش الهانئ والحياة المطمئنة.. ولا سبيل غير هذا لكل ذي بصيرة وضمير حي والله المستعان.