مكة المكرمة - عمار الجبيري
برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله تبدأ اليوم الأربعاء فعاليات المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي. وقد أعدت رابطة العالم الإسلامي برنامجاً متكاملاً لفعاليات المؤتمر وجلساته التي تستمر لمدة ثلاثة أيام.
وأكد معالي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي أن المؤتمر يهدف إلى التأصيل الشرعي لمفهوم الحوار الإسلامي مع أتباع الأديان والثقافات والحضارات المختلفة في العالم وتركز محاوره على تحديد مفهوم الحوار وبيان أهدافه وأسسه ومنطلقاته وسيضع المشاركون في المؤتمر منهاج الحوار وضوابطه مع تحديد آلياته وآدابه مفيداً أن رابطة العالم الإسلامي تولي المؤتمر اهتماماً كبيراً حيث كونت لجنة تحضيرية خاصة ببرنامجه عقدت عدداً من الاجتماعات وأعدت أوراق عمل لتحديد مهامه وأهدافه وفق هدى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.
وقال معاليه: من أهم ما تسعى إليه الرابطة تحديد سبل مخاطبة الوجدان الإنساني لحث المخلوقين من الناس للعودة إلى الخالق سبحانه وتعالى وعبادته وحده وفق ما شرعه حيث سيسهم ذلك في إعادة المجتمعات الإنسانية إلى الأسس التي نزلت بها رسالات الله سبحانه وتعالى جميعاً وختمت برسالة محمد صلى الله عليه وسلم رسالة عامة للعالمين وهذا يحقق مصلحة للمسلمين ولغيرهم من شعوب العالم.
وأكد الدكتور التركي أن ما تسعى إليه الرابطة في مجال الحوار مع أتباع الأديان والحضارات والثقافات الإنسانية يتوافق مع اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -أيده الله- الذي دعا العالم إلى الحوار والعودة إلى الله سبحانه وتعالى لترسيخ الأخلاق الفاضلة والقيم الإنسانية السامية والاهتمام بشؤون الإنسان والأسرة التي هي أساس المجتمع بما يحفظ كرامة الإنسان ومكارم الأخلاق ويعزز التعاون والتعايش بين الشعوب.
وبين أمين عام رابطة العالم الإسلامي أن من أهم ما يسعى إلى تحقيقه المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي يضم هذا التجمع الكبير لرواد الأمة ومفكريها التأكيد على أصالة مفهوم الحوار مع الآخرين في القرآن والسنة النبوية وإبراز ضوابطه وآدابه واستلهام العبر والأحكام من معين الأصول الإسلامية ودراسة الإشكالات المتعلقة بمسائل الحوار وتقديم الأجوبة الشرعية المرشدة لتحقيق مقاصد الشريعة ومصالح الأمة المسلمة ودراسة تجارب الحوار السابقة والوقوف على سلبياتها وإيجابياتها.
كما أنه يهدف إلى وضع خطة موحدة للنهوض بمستقبله وتطويره من خلال تجميع الخبرات السابقة والإفادة منها والتنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالحوار ووضع آلية يمكن من خلالها توحيد الصف الإسلامي والظهور أمام الآخرين بموقف الند ودراسة وسائل استثمار الحوار بالتعريف بالإسلام وتصحيح الصور المغلوطة عنه وتقديمه أنموذجاً قادراً على معالجة مختلف التحديات التي يحار العالم اليوم في التصدي لها وتقويم جدية الجهات المحاورة ودراسة سبل فتح قنوات حوارية جديدة مع مختلف الفئات المؤثرة في مجتمعاتنا وتعزيز جهود الهيئات والدول الإسلامية في توجهها لإنشاء مراكز للحوار مع الآخرين، مع التأكيد على التقيد بالضوابط الشرعية.
كما أن القضايا التي سيناقشها المؤتمر وكذلك أهدافه ومقاصده تؤكد أهمية مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- وتأكيده على أهمية الحوار ودعوته إليه للتفاهم من خلال القواسم المشتركة مع المجتمعات الأخرى وتأسيس العلاقات النموذجية في العالم على أساس الاحترام المتبادل خصوصاً في عصرنا الحالي الذي يتسم بالصراعات والأزمات.
وأفاد الدكتور التركي أن المؤتمر سيعقد 7 جلسات حيث ستناقش الجلسة الأولى المحور الأول للمؤتمر (التأصيل الإسلامي للحوار) وسيرأس الجلسة معالي الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى وسيتحدث في الجلسة المدير التنفيذي للملتقى العالمي للعلماء والمفكرين المسلمين الدكتور سعد بن علي الشهراني حيث يقدم بحثاً عن (الحوار في القرآن والسنة وأهدافه) كما يتحدث مسؤول الشؤون الدينية بالمؤتمر الشعبي اللبناني الدكتور أسعد محمود السحمراني عن الحوار في القرآن والسنة الأسس والمنطلقات ويتحدث رئيس الجامعة الخالصية - العراق الدكتور جواد محمد مهدي الخالصي عن تجارب من الحوار الحضاري عبر التاريخ.
أما الجلسة الثانية فخصصت لمناقشة محددات الحوار ومصطلحاته الشرعية ويرأس الجلسة معالي الدكتور نور محمد بدايت وحيد رئيس البرلمان في إندونيسيا ويتحدث فيها الدكتور عصام أحمد البشير الأمين العام للمركز العالمي للوسطية في الكويت والدكتور سليمان بن فهد العودة المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم أما الجلسة الثالثة فخصصت للمحور الثاني (منهج الحوار وضوابطه) ويرأس الجلسة فضيلة الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية والدكتور أحمد محمد هليل قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية عن آليات الحوار، كما يتحدث الدكتور ماجد بن محمد الماجد الأستاذ في كلية الآداب بجامعة الملك سعود عن أدب الحوار وضوابطه ويتحدث الدكتور منقفذ بن محمود السقار الباحث في إدارة الدراسات والأبحاث في الرابطة عن إشكاليات الحوار ومحظوراته فيما تناقش الجلسة الرابعة المحور الثالث للحوار (مع من نتحاور) ويرأس الجلسة الدكتور عز الدين إبراهيم مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لشؤون الثقافة ويتحدث فيها الدكتور عبدالله بن عمر نصيف الأمين العام للمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة عن التنسيق بين المؤسسات الإسلامية المعنية بالحوار، كما يتحدث الأستاذ محمد السماك الأمين العام للقمة الإسلامية الروحية لبنان عن الحوار مع أتباع الرسالات الإلهية ويتحدث الشيخ بدر الحسن القاسمي نائب رئيس مجلس الفقه الإسلامي بالهند عن الحوار مع أتباع الفلسفات الوضعية، كما يتحدث الشيخ فوزي فاضل الزفزاف وكيل الأزهر رئيس لجنة حوار الأديان سابقاً من مصر عن مستقبل الحوار في ظل الإساءات المتكررة إلى الإسلام أما الجلسة الخامسة فخصصت لمناقشة موضوع تطوير الحوار وآفاقه برئاسة فضيلة الدكتور حسين حامد حسان المراقب الشرعي في بنك دبي الإسلامي ويتحدث فيها الدكتور رضوان نايف السيد أحمد رئيس المعهد العالمي للدراسات الإسلامية في لبنان والدكتور أحمد الهادي جاب الله مدير المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية في فرنسا وخصصت الجلسة السادسة لمناقشة المحور الرابع للحوار (مجالات الحوار) ويرأسها فخامة المشير عبدالرحمن بن محمد سوار الذهب رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية ويتحدث فيها الدكتور عبدالرحمن بن عمر الماحي رئيس جامعة الملك فيصل بتشاد عن أسس الحوار ومبادئ الإنسانية المشتركة والدكتور محمود أحمد غازي الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية بقطر عن صراع الحضارات والسلم العالمي والدكتور مصطفى محمد الزباخ مدير الأمانة العامة لاتحاد جامعات العالم الإسلامي عن المرجعية القيمية للحماية من الأخطار البيئية والدكتور علي بن شاكر أوزاك رئيس وقف الدراسات والعلوم الإنسانية في تركيا عن الأسرة والأخلاق في المشترك الإنساني.. فيما خصصت الجلسة السابعة والختامية إلى تلاوة البيان الختامي للمؤتمر.