الذين يقولون إن الماديات سادت.. وأن المعروف قد ضعف.. أو ربما قالوا أوشك أن ينتهي بين الناس.. لا شك أنهم مخطئون.
** الماديات بفضل الله.. لم تطغ والدنيا لازال فيها ألف خير.. والناس بخير.
** الناس.. لم تُضيع قريباً.. ولا يتيماً ولا أرملة ولا محتاجاً..
** والمعروف بين الناس.. لا زال هو السائد.. والناس.. يجمعهم التواد والتراحم والمحبة والألفة..
** مجتمعنا كما الصادقون المخلصون.. له خصوصيته.. وله نكهته مهما حاول البعض تفريغه ولو بالكلام من هذا المعنى..
** وطننا.. وطن الحب والود والوئام والصلاة والروابط القوية..
** وطن يجمع أفراده.. أكثر من وشائج
** تذكرت ذلك.. يوم فقدت واحداً من أقرب الناس لي.. وهو أخي (محمد) رحمه الله تعالى في الأسبوع الماضي..
** لقد شملني الجميع بدون استثناء بمواساتهم وتواصلهم وقربهم وحبهم..
** لم يتوقف الهاتف.. وكان منزله رحمه الله مكتظاً لخمسة أيام متواصلة ليل نهار
** أصدقاء.. وزملاء نسيتهم.. جمعتني بهم صداقة أو زمالة قبل أربعين سنة.. وانقطعت أخبارهم.. تفاجأت.. أما بزيارتهم.. أو اتصالاتهم من مسافات بعيدة
** هؤلاء الأحبة.. جاؤوا من كل مكان.. واتصلوا من مسافات بعيدة.. معزين ومواسين.. ينقلون دعواتهم.. مبتهلين إلى الله أن يغفر له.. ولكل أموات المسلمين.
** زملاء وأصدقاء.. جمعتني بهم صداقة وزمالة.. نسيتهم أو أوشكت على نسيان أكثرهم بفعل السنين..
** فرقتنا الأيام والسنين والظروف والأعمال.. ومع ذلك.. كلهم جاؤوا.. بل بعضهم قطع مسافات طويلة
** قالوا.. إن المجتمع الصحفي.. أو ربما.. الوسط الإعلامي كله..ليس مثالياً.. ويقول شيئاً.. أو يتحدث عن شيء.. ويمارس غيره.. وهذا.. غير صحيح..
** لقد زارني كل الزملاء.. وكل الصحفيين الذين يعرفونني وأعرفهم.. واتصل بي كل الزملاء بدون استثناء
** وهناك قيادات صحفية كبرى.. شملتني بهذا الود والمحبة.. ووقفت معي الوقوف الأخوي الصادق.. وقفة تعكس معدن هؤلاء.. وتعكس مخبرهم وما يحملون في دواخلهم من صدق ومعروف وأصالة.. يصعب حصرهم من شملوني بمعروفهم.. وكانت وقفتهم ومواقفهم.. خير ما يسندني في هذه الظروف الصعبة.. وخير ما يواسيني في فقد أقرب الناس لي.
** إنني هنا.. أتحدث فقط.. عن الزملاء والأصدقاء فقط.. وأنقل هنا..بعض الانطباعات عن مواقفهم.. وإن كان يصعب نقل كل ما صار.. وكل ما جال ويجول في خاطري تجاههم.