أستأذنكم بأن أطلب من كل من يقرأني الآن أن يسترجع في ذاكرته بطريقة (الفلاش باك) كل الشخصيات العامة التي شاهد أو استمع لحوار معها أو حديثه هو مع أحدها عبر هاتف أو وجهاً لوجه..
** مؤكّد أنكم شاهدتم هذا الشهر فقط حوارات ساخنة مع أكثر من شخصية عامة على شاشات التلفاز..
وزير الصحة السعودي، وزير الثقافة المصري، محمد عبده، أحلام، نجوى كرم، جورج قرداحي.. وغيرها كثير، كلكم من المؤكّد ستتناوبكم إحدى حالتين..
إما الانبهار والإعجاب وستتحدثون مع أنفسكم بطريقة (الحديث النفسي): لم أكن أتصور أن هذه الشخصية قوية ومقنعة ومبهرة ومتحدثة..
وإما الخيبة والإحباط وسيدور في دواخلكم حوار شديد اللهجة وتساؤلات حادة:
كيف صعد نجم هؤلاء وكيف أقضي وقتاً من أوقاتي الثمينة لأستمع إليهم؟
ولمَ يفتقد هذا والآخر لفن التحدث والحوار واختيار الأسلوب الأمثل؟ ولمَ يتميز هذا بالإقناع والتهذيب والثقافة..
** ما الذي يجعل مسؤولاً أو نجماً مشهوراً يقبل حواراً جريئاً وهو يفتقد للدبلوماسية والثقافة الكاملة التي يتطلبها عادة الحوار الجريء.
** حين يتحدث المرء يراه الناس وفق حديثه، نحن لا نقدّم صوراً عن دواخلنا وعن تفكيرنا إلا عبر هذه اللغة التي نحاور ونحدث بها الآخرين مجموع الكلمات والمفردات التي تشكّل قاموسنا الشخصي هو نحن..
هو ما نقدمه للآخرين حتى يعرفوا من نكون!
** الصمت لا يقدّم تعريفاً عن الإنسان..
لذا يقول الناس حين يسألون عن رجل صامت..
نحن لا نعرفه.. لم نسمعه قط يتحدث..
إذن هم يرونه كثيراً.. لكنهم لم يعرفوه لأنه صامت.
حين يتحدث يعرفه الآخرون.. يقيمونه ويضعونه في الخانة التي يؤهلها له حديثه.
** مجموع مفرداتنا وصياغتنا لعباراتنا ومعجمنا اللفظي هو بطاقة التعريف بنا..
فلينظر كل منا إلى طريقته في الحديث وإلى نوعية مفرداته التي يستخدمها في أحاديثه.
إنها هويته فليعتنِ بها ولتكن هوية مشرِّفة له.. تقدمه للناس كما يريد لهم أن يلقوه أو يعرفوه.
قال حكيم لا يحضرني اسمه الآن:
(تحدث حتى أراك).
Fatemh2007@hotmail.com