الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد :
فإن منطقة الحدود الشمالية تشهد في هذه الأيام منجزات تنموية تطرد مشكلة حلقة مهمة من حلقات بناء الإنسان في عقد المملكة العربية السعودية والتي رسم خارطة منجزاتها المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الحمن آل سعود طيب الله ثراه ، وسار على نهج التطوير والبناء الملوك البررة من بعده ، ومن ينظر لهذه المنطقة الفتية (الحدود الشمالية) يجدها قد ارتسمت بسمة خلاقة على محيا الزمن ، وهي التي كانت حتى عهد قريب منطقة رعوية لاتكاد تلمس فيها مظهراً من مظاهر الحضارة الحديثة ، مضت تسابق الزمن وتسابق نفسها بجهود حثيثة ومتابعة دائبة من صاحب السمو الأمير عبد الله بن عبد العزيز بن مساعد آل سعود أمير منطقة الحدود الشمالية حفظه الله ، والذي كرس جهده ووقته في بناء إنسان هذه المنطقة أولاً ثم الالتفات إلى مشاريع التنمية مستغلاً المرحلة الاقتصادية المنتعشة التي مرت بها البلاد ، فتحولت هذه المناطق الرعوية شيئاً فشيئاً إلى مناطق جاذبة للسكان فاستمرت الهجرة من الصحراء إلى المدينة ووجد المواطن مكاناً آمناً وواحات وارفة من الراحة والاستقرار والعيش الرغيد بفضل الله ثم بفضل الجهود المباركة لقادة هذه البلاد حفظهم الله ورعاهم ، وساهمت الشركات الكبرى آنذاك كشركة التابلاين مثلاً في إرساء قواعد هذه النهضة الشاملة فبنت المدارس والمستشفيات والتي كانت مرحلة مهمة ، حتى تكاملت المشاريع الحكومية وازدهرت المنطقة وشهدت في وقت ليس بالبعيد التقاء الحضارات والتقاء التجار في البلدان المجاورة مع منطقتنا التي احتضنت الجميع ، وكان يقف بكل شموخ سمو والدنا أمير المنطقة شاهداً ومتابعاً لهذه النهضة الفتية التي اكتملت واستوت وآتت أكلها مشاريع تفاخر بها الأجيال على مر العصور وهي تحكي بصدق معجزة الصحراء التي تحولت في سنوات قليلة إلى منطقة كبرى فيها جامعة كبيرة ومستشفيات مجهزة على أحدث المستويات ومدارس للبنين والبنات ومشاريع لا يتسع المجال لحصرها ، وزين كل ذلك الأعمال الخيرية التي يقوم بها سموه حفظه الله والتي لايرغب سموه بالإفصاح عنها ولكن من أبرزها جامع سموه في عرعر والجوامع الأخرى في محافظات المنطقة المختلفة .
واليوم حينما تتشرف محافظة رفحاء بزيارة كريمة من سموه فهذا أكبر دليل على الاستمرار على هذا النهج القويم في تلمس احتياجات أبناء المنطقة والوقوف شخصياً على متطلبات المنطقة والمشاريع الضخمة التي حظيت بها المحافظة ، ولا يسعنا بهذه المناسبة إلا أن ندعو الله أن يحفظ لنا قادة بلادنا وولاة أمرنا وأن يبارك الله في جهود سمو أمير منطقة الحدود الشمالية في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.