رفحاء.. تقرير .. حماد الرويان
محافظة رفحاء من أكبر محافظات منطقة الحدود الشمالية فهي محافظة فئة ( أ ) وتقع في الجهة الشرقية لمدينة عرعر على بعد ( 290 )كلم وعن محافظة حفر الباطن (280 )كلم تقريبا في جهة الغرب وهي مركز تجاري وإداري للعديد من القرى والهجر التابعة لها ونمت هذه المحافظة وتطورت كثيرا في عهد النماء والتقدم حيث أخذت الرقعة العمرانية والسكانية في التطور السريع والمستمر حتى أصبحت تضاهي المدن والمحافظات الكبيرة، يتبعها أكثر من ( 25 ) قرية وهجرة، وقد شمل التطور بها جميع المجالات الاجتماعية والصحية والتعليمية والبلدية والزراعية وتقع المحافظة في شمال مملكتنا الحبيبة تقابل كل من يزورها بابتسامتها الدائمة وتقع ضمن منطقة الحدود الشمالية التي قاعدتها مدينة عرعر، وهي تقاسم مساحة المنطقة بالتساوي بين مقر الإمارة في عرعر والمحافظة برفحاء وهي اقرب تجمع سكاني للحدود العراقية ولا يفصلها عنها سوى ( 35)كيلومتراً فقط . وتقع بين خط طول ( 30,42 و 45 ) شرقا .وزاد من أهمية موقعها وقوعها على طريق الشمال الدولي المؤدي إلى بلاد الشام والأردن ولبنان وحتى أوروبا غربا حيث أصبحت محط رحال المسافرين ويمر بها أيضا خط التابلاين الذي كان يربط مناطق البترول من شرق المملكة بميناء صيدا اللبناني مارا بالأردن وسوريا. ويقال ان سبب تسمية( رفحاء ) بهذا الاسم يعود إلى اسم امرأة تدعى رفحاء كانت تقيم مع ذويها قرب جبل يقع شمال غرب المحافظة, وقد أطلق اسمها على الجبل الذي أصبح فيما بعد اسما للمحافظة. وحظيت محافظة رفحاء باهتمام كبير من الدولة أيدها الله شأنها شأن مدن ومحافظات مملكتنا الغالية الأخرى واتسعت الرقعة العمرانية فيها بسبب زحف السكان إليها لموقعها المميز الذي جعلها مركزا مهما وبها العديد من المخططات البلدية الحديثة التي أقيمت عليها المتنزهات والشوارع الفسيحة المشجرة والجزر الوسطية المزروعة وتقول الإحصاءات ان عدد سكان المحافظة بما فيها القرى والهجر التابعة لها قد تجاوز ( 120000) نسمة يعملون في الوظائف الحكومية والتجارة والرعي وتعتبر المحافظة رفحاء المركز التجاري للعديد من المدن والقرى والهجر.وتتكون المحافظة من (20) حياً هي حي العمال، حي الفيصلية، حي المدينة، حي الخالدية، حي النموذجية، حي العزيزية، حي المساعدية، حي القادسية، حي المحمدية، حي الصناعية, حي السلام، حي الروضة، حي التعاون، حي الملز، حي اليرموك، حي الجميما وحي الشمال وحي الورود وحي المروج الجديد، كما يوجد بالمحافظة العديد من الآثار والمعالم الأثرية القديمة مثل طريق زبيدة الذي يمر بالقرب من المحافظة آتياً من الكوفة إلى مكة المكرمة، هذا الطريق الذي يعد شريان ذلك العصر وكم طرقته من قوافل التجارة والحجاج، وكم سارت عليه من جيوش وغيرها إلا أن زمن إيجاده بالتحديد غير معروف إلى هذا الوقت وتقع على هذا الطريق كما يقول المؤرخون( 72 ) محطة من الكوفة إلى مكة المكرمة إضافة للبرك القديمة التي مازالت شاهداً على العصر الإسلامي مثل ( بركة الثليما والجميما وبركة حمد وبركة الحمراء وبركة القاع وبركة الهيثم وزبالا والعمياء والعشار والظفيري ) وغيرها الكثير..
ومن الآثار المهمة بالقرب من المحافظة التي عرفت منذ مئات السنين قرية (زبالا ) التي تقع جنوب المحافظة على مسافة ( 30) كلم ويرجع اسمها إلى الذي حفرها ويدعى زبالة بن الحارث من المعاليق وسميت بزبالة بنت مسعود من المعاليق نزلت بموقعها وقد وصفها ياقوت الحموي في كتابه (معجم البلدان) قائلاً : هي منزلة معروفة بطريق مكة وهي قرية عامرة بها أسواق بين راقصة والثعلبية.. وكذلك هناك قرية لينة الأثرية التي تقع جنوب رفحاء بمسافة (105) كلم وقد ورد ذكرها في العديد من الكتب حيث ورد ذكرها في معجم البلدان لياقوت الحموي قال : لينة بالكسر ثم السكون وفتح النون، قال المفسرون في قول الله تعالى: (ما قطعتهم من لينة).. كل شيء من النخل سوى العجوة واحدتها لينة وقيل إن بها (300 ) بئر ماء ويقال إن شياطين سليمان قاموا بحفرها وذلك لأنه خرج من أرض المقدس يريد اليمن فتغدى بلينة وهي أرض خشنة فعطش الناس وعز عليهم الماء .. فضحك شيطان كان واقفاً على رأس سليمان فقال له سليمان: ما الذي يضحكك ؟ فقال: أضحك لعطش الناس وهم على لجة البحر!! فأمر سليمان فضربوا بعصيهم فأنبطوا الماء . إضافة للعديد من الآثار. كما يوجد في محافظة رفحاء العديد من المصالح الحكومية من إدارات حكومية وقطاعات عسكرية ومؤسسات وفروع لعدد من الشركات التي تقدم خدماتها للمواطنين والمقيمين كما هو الحال في مختلف مناطق المملكة العزيزة .