أسوأ شيء يمكن أن يحدث للإنسان أن تخيب توقعاته؟
تخيل موظف يبذل أقصى ما لديه متوقعاً أن مديره سيقدر ذلك وسيرقيه ويكافئه نظير جهوده العظيمة.. تخيل النتيجة المعاكسة كيف سيكون أثرها على الموظف؟ قد يصاب بتبلد وظيفي إلى أن يتقاعد!
الزوجة أيضاً لو خابت توقعاتها في زوجها ستظل خيبتها كبيرة في الحياة.. لأنها لا تستطيع تغيير زوجها كما تفعل لو لم يعجبها زوج الأحذية أو الفستان الذي اشترته البارحة وتستطيع أن تعيده اليوم إلى المحل؟!
الشاب الذي يملك في جوانحه أحلاماً عظيمة ويحصل على الدرجات الكاملة في اختبار الشهادة الثانوية مؤملاً حجز كرسي في كلية الطب التي يحلم بها ويستحقها... كيف تكون خيبة أمله لو أن الجامعة لم تجد له كرسياً يستوعب أحلامه؟... كيف ستقنعه بأن يتنازل عن أحلامه بسهولة.. كأنك تقول له: الأحلام لا تكون إلا في النوم العميق.. فنم جيداً!
العجوز الذي ربي أولاده على طاعة الله... كيف شكل خيبة أمله وهو يرى أبناءه يمارسون عقوقاً تجاهه... هل يكون شكل الخيبة مرسوماً بهيئة طير مذبوح؟!
مرة سألني صديق في لحظة خيبة لا مثيل لها: كيف يمكن أن يحدث ذلك.. كل ما توقعت شيئاً حدث العكس؟ أسوأ من ذلك أنني أصبحت أتنازل في توقعاتي إلى درجة لا تصدق تماشياً مع الواقع المر... لكن الآن أشعر بأنني مثل المعلق في الهواء... لست أمشي على الأرض.. ولست بطائر في السماء... إنه ما يمكن أن تسميه بفقدان الشعور لما يحدث من حولك!
بعض الأحيان لا يمكن أن تنسى... فتظل خيبتك أكبر.. إنك قمت بكل الأمور التي يتطلب القيام بها ولم يحدث ما كنت تتوقع طبيعياً أنه سيحدث... لكن الحياة ليست 1+1=2.. ربما ما كنت تتوقعه صحيحاً... تثبت لك الأيام بأنه توقع في غير محله.. مثل (بالون) هواء يعجبك شكله وانتفاخه واتساع مساحته.. لكنه لحظة أن يصطدم بدبوس صغير يتحول إلى قطعة بلاستيك لا تملأ حتى راحة يدك.. وكنت تتوقع أن يدك لا تستطيع الاقتراب منه أو ملامسته!!