أحداث الإرهاب الأخيرة في الجزائر وآخرها عملية قتلت ما لا يقل عن عشرين شخصاً تؤكد أن الإرهاب ظاهرة معقدة وخطيرة، ولا يمكن حلها إلا بتعاون دولي كبير. واقتراح خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مركز عالمي لمكافحة الإرهاب في محله، لأن هذه الظاهرة بحاجة إلى مركز دولي يتم من خلاله تبادل المعلومات المتعلقة بهذه الظاهرة المتشابكة. فخيوط الإرهاب الدولية متداخلة، وما يحدث في دولة من عمليات إرهابية له ارتباطات خارجية، ولذلك فإنه بدون تعاون دولي ستتعثر مكافحة الإرهاب. وليست هناك من دولة في العالم خارج دائرة التهديدات الإرهابية، بما فيها المملكة العربية السعودية التي واجهت الإرهاب بضراوة، واستطاعت أن تحد من خطر الإرهابيين. وتجربة المملكة في هذا المجال مميزة إذ حاربت الإرهاب على جميع الجبهات الأمنية والفكرية والدينية، حتى باتت هذه التجربة نموذجا دعت إلى تكراره دول كبرى.
وانطلاقاً من هذه التجربة دعت المملكة إلى تنظيم مؤتمر دولي في الرياض لمناقشة هذه الظاهرة، وفي المؤتمر اقترح الملك عبدالله إنشاء مركز عالمي لمكافحة الإرهاب. إلا أن الاقتراح كما قال المليك المفدى في لقائه المتلفز مع قناة بي بي سي البريطانية لم ير النور على الرغم من الترحيب فيه. ويمكن هنا اقتباس شيء مما ذكره المليك عن هذه الظاهرة في الحوار المذكور إذ قال: (أنا قلت منذ البداية إن محاربة الإرهاب ستمتد من عشرين إلى ثلاثين سنة.. والإرهاب لابد أن يحارب من كل الدول ونحن عقدنا المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب في الرياض وحضرته أغلب الدول وطلبنا منهم أن ينشأ مركز لجميع دول العالم لكي يجتمعوا فيه، والمعلومة إذا جاءت من أي بلد تأتي إلى هذا المركز.. وتكون للعالم كله؛ لأن مكافحة الإرهاب تعتمد على المعلومة والمهم هو المعلومة، وكلهم قبلوا ووافقوا ولكن مع عدم التنفيذ.. فلم نر شيئاً).
فالظاهرة كما أكد المليك مستمرة، وبحاجة إلى تعاون دولي كبير، وتطبيق عملي لاقتراحه - حفظه الله -، وإلا فإن ما شاهدناه أمس من إرهاب في الجزائر قد يتكرر في دول أخرى في مسلسل إجرامي لا ينتهي.