دمشق - د ب أ
ذكرت تقارير سورية أمس الاثنين أن الرئيس السوري بشار الأسد والمصري حسني مبارك قد يعقدان اجتماعاً ثنائياً في طرابلس اليوم الثلاثاء ضمن وساطة تقوم بها ليبيا بين الجانبين. ونقلت صحيفة (الوطن) السورية شبه الرسمية في عددها أمس عن مصادر دبلوماسية عربية أن من المرجح أن يعقد الرئيسان السوري والمصري قمة ثنائية على هامش قمة لمناقشة فكرة (الاتحاد من أجل المتوسط) الفرنسية. ويأتي ترتيب هذا اللقاء بين الرئيسين بعد توترات سادت العلاقات السورية المصرية خلال الفترة الأخيرة، وبعد أشهر من جهود تقوم بها ليبيا للتقريب بين البلدين. من جهة ثانية قالت الصحيفة السورية: إن دمشق تجهز لتسمية سفير سوري في العاصمة الفرنسية في وقت لا تزال زيارة الأسد إلى باريس في 13 تموز - يوليو المقبل (غير مؤكدة بسبب التحفظات السورية على عدد من عناصر مشروع الاتحاد من أجل المتوسط). وتخلو السفارة السورية في باريس من سفير سوري لفترة تجاوزت العام في ظل علاقات سورية فرنسية متعثرة منذ اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005 واتهام باريس لدمشق بالتورط في الاغتيال. ونقلت الصحيفة السورية القريبة من النظام عن مصادر سورية مطلعة أن سوريا الآن (تتحرك عربياً وأجنبياً لتمتين التحسن) الذي يتمثل في (الصورة الإيجابية) التي تشكلت حول سوريا بعد نجاح اتفاق الدوحة بين الزعماء اللبنانيين وبدء مفاوضات سلام غير مباشرة بين سوريا وإسرائيل.
وأشارت هذه المصادر إلى (وجود اتصالات على مستويات عربية وأوروبية تسمح لهذا التحسن بالتبلور بشكل أفضل).
ومن جهة ثانية قالت منظمة حقوقية سورية: إن محكمة أمن الدولة العليا أجلت أمس الأول الأحد محاكمة مدون بشاب متهم بنشر أخبار كاذبة إلى أجل غير مسمى. وقال (المرصد السوري لحقوق الإنسان) في بيان: إن المحكمة بررت تأجيل محاكمة الشاب السوري كريم عربجي إلى أجل غير مسمى بعدم جاهزية مقر المحكمة الجديد في حي المزة بدمشق من ناحية السلامة والأمن وإمكانية فرار المعتقلين من مبنى المحكمة. وأشار البيان الذي تلقت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) نسخة منه إلى أن عربجي (31 عاماً) كان قد اعتقل في السابع من حزيران - يونيو 2007 (من قبل فرع المنطقة التابع لشعبة المخابرات العسكرية على خلفية مشاركته في إدارة منتديات أخوية على شبكة الإنترنت ونقله إلى سجن صيدنايا العسكري بعد انتهاء التحقيق معه في أقبيته المظلمة التي تعرض فيها للتعذيب النفسي والجسدي). وأضاف البيان أنه (في 20-4-2008 مثل كريم عربجي أمام محكمة أمن الدولة بتهمة نشر أنباء كاذبة من شأنها إضعاف الشعور القومي). وأكد البيان أن (محكمة أمن الدولة العليا أحدثت بموجب المرسوم التشريعي رقم 47 في الثامن والعشرين من آذار - مارس عام 1968 لتحل مكان المحكمة العسكرية الاستثنائية وهذه المحكمة مشكلة لأغراض سياسية غير قانونية وأحكامها مخالفة للدستور لأنها أحدثت تحت مظلة قانون الطوارئ).
وقال البيان: إن سوريا كانت وقعت على العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية كما كانت من أوائل دول العالم التي صادقت على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتنص المادة العاشرة منه لكل إنسان على قدم المساواة التامة مع الآخرين، الحق في أن تنظر قضيته محكمة مستقلة محايدة. وطالب المرصد السوري لحقوق الإنسان بإلغاء محكمة أمن الدولة، والشعب السوري يحلم مثل بقية الشعوب المتحضرة بنظام قضائي عادل ونزيه تختفي منه أمثال هذه الظواهر الشاذة).كما طالب المرصد السوري لحقوق الإنسان السلطات السورية (بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المدون الشاب كريم عربجي وعن أعضاء المجلس الوطني لإعلان دمشق وجميع معتقلي الرأي والضمير في السجون السورية وإنهاء سياسة الاعتقال التعسفي وإيقاف تدخل أجهزة الأمن في شؤون القضاء).