احتفلت شركة (درايف) مؤخراً بالسنة العاشرة لوجودها كفرد أساسي في سوق الإعلان في العالم العربي. فخلال السنوات العشر الماضية تمكنت الشركة من شق طريقها عبر منافسة قوية، وحجزت لاسمها مكاناً بين أبرز الشركات العالمية، التي رأت في هذه المنطقة إمكانات استثمار خصبة.
فالشركة التي ولدت ونشأت في منطقة الشرق الأوسط، ما زال اهتمامها ينصب حصرياً عليها، وهي أيضاً تعتمد على فهمها العميق لحاجات هذه المنطقة، بما يتناسب مع ثقافة المستهلكين فيها وعاداتهم، لإنشاء علاقة خاصة بين المنتج والمستهلك. فمنذ سنة 1997 حتى اليوم، نجحت رهانات الشركة على عمق العلاقة مع محيطها، في كسب انتشار واسع واحتضان كبير من قبل المجتمعات التي تعمل فيها. وفي حين أن الشركة موجودة اليوم في 6 دول عربية ومكتب آخر في اسطنبول، ينظر البعض إلى أن تفرّد الشركة بوجودها من خلال أربعة مكاتب في المملكة العربية السعودية وحدها، هو المؤشر الأبرز لنجاح رؤية (درايف) وطريقة عملها. من المغرب إلى الجزائر فسوريا ولبنان والإمارات والسعودية، تقوم استراتيجية (درايف) على احتضان المواهب المحلية، تغذيتها وتمرينها لخدمة السوق المحلي، إيماناً منها بمقدرة هذه المواهب على استيعاب احتياجات وذوق هذا السوق بشكل أفضل من أي فرد آخر. هذا التمييز في الأداء والرؤية، قاد سنة 2005 شركة (دانتسو) اليابانية، والتي تعتبر شركة الإعلانات الأولى في العالم، إلى توقيع اتفاق تعاون مع شركة (درايف)، للاحتفال بمسيرتها، وأخذت شركة (درايف) خطوة إضافية نحو مشاركة خبرتها في مجال الإعلانات مع الشركات المستثمرة في الأسواق العربية. لذلك، أطلقت (درايف) مؤخراً حملة مميزة بمضمونها وجرأتها، تمثّلت ببحث عن (مفقود) يتخبط على حافة الطرقات وفي المجمعات التجارية في ضياع وحيرة. هذا ال(مفقود) هو الماركات المختلفة التي تبحث عن هوية وعن تميّز خاصين. عن هذه الحملة يقول المسؤول عن الفريق الإبداعي في (درايف)، رمزي بركات: إنه (بالرغم من جرأة هذه الحملة وإبداعها، غير أنه لم يكن على الشركة أن تبحث بعيداً عن مضمون ملفت لها. فالقواعد التي حكمت قوانين عالم الإعلان في السنوات الماضية لم تعد هي نفسها، إذ ارتبطت بتغيّرات اقتصادية عديدة، منها التوافر الكثيف للمنتجات المتنافسة، واختلاف طرق الإعلان وتشعّبها، بالإضافة إلى الآلية الجديدة لربط المستهلك بمنتج معين في ظل زحمة المنافسة. كل هذه العوامل أدت في السنوات الأخيرة إلى تشرّد هوية المعلن وضياعها أو تشابهها مع منافساتها، مما جعلها غير مرئية للمجتمع المستهلك).