هذا العنوان جزء من كتاب أعده الرائد مبارك الخريف بعنوان رحلة في عالم التدخين، فقد يتبادر إلى أذهان كثير من الناس أن المدخن حين يتعاطى التدخين إنما يضر نفسه وحسب، وهذا غير صحيح ذلك لأن متعاطي الدخان يضر كذلك من حوله بسبب تعاطي هذه الآفة في الأماكن العامة.
لقد أدرك الناس اليوم ما في التدخين القسري من أضرار. ويتفق المجتمع العلمي مدعوماً في ذلك ببراهين ودراسات على عدم وجود أي مستوى من الأمان الصحي عند تعرض غير المدخنين لدخان التبغ. وهذا ما سمي واصطلح عليه التدخين غير المباشر ويطلق عليه أيضاً التدخين غير الإرادي والقسري.
ارتباط التدخين القسري بطائفة من التأثيرات الصحية السلبية الضارة بجسم الإنسان بما في ذلك سرطان الرئة وأمراض القلب والشرايين، وبالنسبة للأطفال فالموقف مفزع على وجه الخصوص، حيث ثبت أن تعرض الأطفال الذين لا خيار لهم لدخان التبغ هو سبب رئيس للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وأمراض الأذن الوسطى، ونوبات الربو وظاهرة الموت الفجائي عند الأطفال. كما أن دخان التبغ مصدر لتلوث الهواء داخل المباني، حيث يسهم في تسميم البيئة ويعتبر من مسببات الإصابة بالتهابات العيون والحلق والسعال والصداع.
ما أنواع التدخين القسري غير المباشر؟
ينقسم الدخان المنبعث نتيجة التدخين وتعاطي التبغ إلى ثلاثة أنواع:
1- الدخان المنبعث مباشرة من طرف السيجارة المشغل.
2- الدخان المطرود من فم المدخن.
3- الدخان المخلوط الناتج عن اختلاط النوعين المذكورين سابقاً.
وكل هذه الأنواع من الدخان تنبعث من السيجارة أو الغلبون أو المعسل أو الشيشة..لا تقل نسبة الضرر عند التعرض لأي منها من الدخان فكلها ثبت ضررها على الإنسان سواءً متعاطيها أو من يتعرض لها بطريق غير مباشر.
أضرار التدخين القسري
لقد ثبت عن طريق الدراسات العلمية الموثقة أنه توجد علاقة مباشرة بين التدخين القسري والإصابة بسرطان الرئة. وكذلك الإصابة بحساسية الشعبيات الهوائية ومرض الربو وهو كذلك من مسببات السعال المزمن وزيادة إفراز البلغم والتهابات الصدر المتكررة وضيق التنفس. وهو أيضاً سبب رئيس من مسببات ضعف كفاءة الرئتين في أداء وظائفها، حيث إن التعرض لدخان السجائر من غير المدخنين يؤدي مع الوقت على ضعف وهبوط في قدرة الرئتين على استنشاق الهواء والتعامل معه بالشكل الطبيعي
كما أن المرأة غير المدخنة لزوج مدخن تعاني بسبب التدخين من نفس أمراض المدخنين ويمتد الأمر لحدوث سرطانات وأمراض مزمنة وحادة. وهناك علاقة وثيقة بين التدخين السلبي غير المباشر والإصابة بأمراض القلب وخصوصاً أمراض شرايين القلب. كما يحدث للمدخنين أنفسهم فيؤدي ذلك للإصابة بجلطات القلب في سن مبكر.
التأثيرات السلبية على الأطفال بسبب التعرض لدخان التبغ بجميع أشكاله:
1- تعرض الرئتين وهما لا تزالان في طور النمو إلى الآثار السلبية المذكورة سابقاً عند الكبار ولكن التأثير هنا أشد والضرر أفدح، حيث إن الرئة لا تعطى الفرصة لأن تنمو بشكل طبيعي بل تتعرض لتأثير الدخان الهدام عليها فيصاب هؤلاء الأطفال بالتهابات الشعب الهوائية بشكل متكرر بما قد يتسبب في زيادة إفراز البلغم واحتقان الرئتين أو الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية المزمن والذي يحول دون الحياة بشكل طبيعي ودون منغصات ويظل الطفل يعاني من شتى أنواع التهابات الصدر طوال حياته.
2- زيادة نسبة الإصابة عند الأطفال المعرضين لخطر التدخين السلبي بأمراض حساسية الصدر وقلة أو ضعف كفاءة الرئة في أداء وظيفتها والإصابة بالأزيز والصفير مع النفس وفي حالات أخرى يظل الطفل يشتكي من السعال المزمن والمزعج له وللآخرين من حوله.
3- يؤدي التدخين السلبي عند تعرض الأطفال له إلى تجمع السوائل داخل الأذن الوسطى وقد يكون سبباً في دخول هؤلاء الأطفال للمستشفى وتعرضهم للعمليات الجراحية وهم في سن مبكر.