قبل عقدين من الزمان، انطلقت كلية الملك خالد العسكرية، فأضحت اليوم الكلية العسكرية الجامعية الحديثة المعطاءة التي يشار إليها بالبنان بكل فخر واعتزاز، فلقد حققت -بفضل الله تعالى- طموحات القيادة الرشيدة في بناء الإنسان وإن (الإنسان لأغلى ما نملك) من خلال رؤية واضحة تستند إلى العقل والعلم.
ولا شك أن المستوى الذي وصلت إليه كلية الملك خالد العسكرية يأتي -بفضل الله سبحانه وتعالى- ثم بالدعم اللامحدود الذي تقدمه قيادتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين - يحفظهما الله- للقوات المسلحة لتكون في أعلى مستويات الكفاءة والجاهزية.ونحن في هذا المقام نستلهم ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -أيده الله- عن الكلية في حفل افتتاح الكلية في الثالث من شهر ربيع الأول من عام 1403هـ حيث قال حفظه الله: (تأتي كلية الملك خالد العسكرية لتكون إنجازاً جديداً من إنجازات الحرس الوطني في مجال التعليم والتدريب والتربية العسكرية، وإعداد القادة العسكريين من الشباب، وهي تمثل بصدق النظرة العسكرية الحضارية الشمولية التي يتبناها الحرس الوطني) هذه الكلمة الأبوية الكريمة التي تعتبر نبراساً وتاجاً على رؤوسنا جميعاً.
في كلمة لصاحب السمو الملكي الفريق أول الركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشؤون العسكرية -وفقه الله- ضمنها حديث سوه الشامل لمجلة كلية الملك خالد العسكرية (العدد 89، جمادى الأولى 1427هـ يونيه 2007) بمناسبة مرور (25) عاماً على افتتاح الكلية، يقول سموه: (منذ تأسيس الحرس الوطني، وهو يسعى جاهداً لتكوين الكفاءات البشرية القادرة على تحقيق آمال قياداته وطموحاتهم في بناء القوة العسكرية الحديثة القائمة على دعائم الإيمان القوي، والولاء التام، والعلم الحديث، والمعرفة الواسعة بشؤون الحياة من أجل ذلك. وضع الحرس الوطني خططاً لإعداد الضباط، بحيث تتناسب مع كل مرحلة من مراحل تطوره، حتى يتم تحقيق التوافق والانسجام بين العناصر الثلاثة لمنظومة القوات المسلحة، وهي: الكفاءات البشرية، وخطط الإعداد والتأهيل والتدريب الفردي والجماعي، والقدرات التسليحية المتوفرة للتشكيلات العسكرية).
كما يستحضر المتابع لتفاصيل مسيرة مراحل تطور وتحديث الحرس الوطني ومسيرة العطاء المتواصل لكلية الملك خالد العسكرية مقولة أخرى لصاحب السمو الملكي الفريق أول الركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، يقول سموه: (... إن الكلية مضت خلال هذه السنوات تؤدي دورها، وتنجز مهامها، وتطور من أدائها، بما يساعد على تطوير المجالات المختلفة بالحرس الوطني، فهي تعقد الدورات المتخصصة لرفع الكفاءة القيادية، وتقيم الندوات العسكرية والعلمية لزيادة ثقافة أبناء الحرس الوطني، وتصدر مجلة عسكرية متخصصة توفر زاداً ثقافياً جيداً للعسكريين، ومعرفة صحيحة للمدنيين، كل ذلك بجانب تخريج ضابط ذي عقلية مؤهلة للتفاعل مع معطيات العصر، ولديه ثقافته المتنوعة، ومهاراته المتعددة، بجانب إدراكه لكافة المتغيرات الدولية والإقليمية الجارية من حوله، وفهم أبعادها، والقدرة على التعامل مع مستجداتها، وخصوصاً ما يتعلق منها بتحقيق الأمن الوطني في مواجهة أي محاولة تستهدف أمن هذه البلاد).إن كلية الملك خالد العسكرية في مسيرتها الميمونة تواصلاً مع مسيرة الخير والعطاء التي عمت أرجاء المملكة ودورها الرائد في خدمة الوطن ومساهمتها في صنع منظومة التقدم والنماء العسكري على هذه الأرض المباركة تعبر عن منجزات العلم وتطوراته ومسايرة البناء والتقدم الحضاري المذهل الذي نعيشه اليوم مستجيبة هذه الكلية الفتية في ذلك مع مبدأ مهم أخذ به الحرس الوطني في كل مرحلة من مراحل تطوره وتحديثه المستمر، ألا وهو تحقيق أحد أهداف خطط التنمية الوطنية الطموحة.
واليوم، تحتفل كلية الملك خالد العسكرية بتخريج كوكبة من شباب هذا الوطن الذين أمضوا فترة من حياتهم في هذا الصرح الشامخ اتسموا فيها بالصبر والإخلاص والإرادة والتصميم لتحقيق الهدف الذي طالما تطلعوا إلى تحقيقه وأصبحوا اليوم - بتوفيق الله- جامعين بين الأداء العسكري والتحصيل الأكاديمي والقيم الإسلامية وترسخت فيهم جملة من المبادئ والقيم العسكرية والإنسانية النبيلة لينضموا إلى أقرانهم بميدان الشرف والفخر ليكونوا - بعد الله سبحانه وتعالى- درعاً حصيناً واقياً للدين ثم المليك والوطن.
*تخصص إدارة وسياسات عامة وعلاقات دولية رئاسة الحرس الوطني