تعلمت أن الموت أصعب أنواع الفراق..
وأن الفراق أصعب أنواع الألم...
من أصعب المواقف أن يموت إنسان لنا ذكرى جميلة معه...
إنسان نحبه، ويحبنا...
لا يعلمنا موته كيف يكون الحزن...
بل يعلمنا كيف يكون الصبر....
بالأمس القريب رحل حبيب من هذه الدنيا الزائلة...
الدكتور صالح بن عبدالله المالك...
الرجل... الشهم... النبيل... المثقف...
الرجل الذي ملك كل القلوب...
لا يفرق الموت بين أحد...
لكن الفرق أن هناك من يموتون، فلا يغيبهم الموت...
وأناس يموتون فينساهم الناس منذ الخروج من المقبرة...
لانهم أناس يموتون فلا يتركون أثرا يحمدون عليه...
صالح المالك من النوع الأول...
رغم أن الموت غيبه عنا...
إلا أن أعماله وسيرته العطرة....
لازالت تفوح في كل المساحات التي مر بها...
فالشهامة لا تموت... يا أبا هشام...
والنبل لا يموت...
والأعمال الخيرة لا تموت...
لقد اجتمعت فيك خصال كثيرة يا أبا هشام...
فهنيئا لك بكل هذا الحب...
التي كنت أتمنى أن تراه...
وبكل الأيادي التي ارتفعت للسماء تدعو لك بالمغفرة...
وبالمئات الذين ملؤوا المسجد، وغصت بهم المقبرة...
إن هناك الكثير من الأحياء في عداد الميتين...
وهناك الكثير من الأموات لازالوا يعيشون معنا
وإن رحلوا بأجسامهم عن هذه الدنيا...
فإن ذكراهم العطرة وأعمالهم الخيرة لازالت باقية...
ومنهم أنت... أيها الحبيب...
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}