Al Jazirah NewsPaper Tuesday  17/06/2008 G Issue 13046
الثلاثاء 13 جمادىالآخرة 1429   العدد  13046
الرياضيات وطلاب التعليم العام
د. خليل إبراهيم السعادات

عقدت في رحاب جامعة الملك سعود حلقة نقاش بعنوان: (تمكن طلاب التعليم العام من أساسيات ومهارات الرياضيات مسؤولية مشتركة). وقد تم في هذه الحلقة تناول عدد من الموضوعات المتصلة بتعليم الرياضيات مثل المعلم، الطالب، المنهج، المعوقات والمشكلات التي تواجه تعليم الرياضيات، البيئة التعليمية المناسبة وغيرها. هذا الموضوع يمثل أهمية بالغة بالنسبة للطلاب وأولياء الأمور والمعلمين، فالرياضيات مادة مهمة تحتاج لمعلم متخصص ومتمكن ولطالب يتقبل ويفهم المادة المقدمة وبيئة تعليمية مشجعة على التعلم تحتضن جميع النشاطات التعليمية ومنها نشاطات تعليم الرياضيات. كثير من المجتمعات تعاني من صعوبات في تعليم مادة الرياضيات وقد اهتمت بهذا الموضوع المراكز البحثية وأجريت العديد من الدراسات للوقوف على العوامل التي تقف خلف تلك الصعوبات. ومن خلال ذلك فقد برزت العديد من طرق التدريس والمناهج والبرامج الخاصة بتدريس الرياضيات وحاولت الوصول إلى الطريقة الأفضل والأنسب لاحتواء وهضم هذا المقرر في جميع المراحل، ولازالت المحاولات والدراسات قائمة لتحقيق ذلك بسبب اختلاف القدرات الفردية للطلاب واختلاف مستويات ومهارات معلمي الرياضيات. خلال حلقة النقاش ومن بين الإحصائيات والمعلومات المقدمة، عرضت صورة لاختبار طلاب المرحلة الثانوية في الصين وكل طالب وضع على طاولته عدداً كبيراً من الكتب والدفاتر قد تبلغ خمسة عشر كتاباً أو أكثر وتساءل المتحدث لو حدث هذا عندنا هل سيقال أتعبتم أبناءنا في حمل هذه الكتب الكثيرة.

ونحن نعلم ما وصلت إليه الصين من تقدم علمي وتقني هائل نافست به الدول المتقدمة وأصبحت منتجاتها تغرق الأسواق وبأسعار منافسة، ولا شك أن التقدم في تعليم الرياضيات مع بقية العلوم ساهم في وصول الصين لهذه المرحلة المتقدمة.

إذاً لابد من الوصول لحلول عملية تحد من مشكلات وصعوبات تعليم الرياضيات؛ لأن هذه المشكلات والصعوبات تبدأ في سن مبكرة وإذا لم يتم معالجتها في وقتها فقد تستمر مع الطالب حتى المرحلة الجامعية وما بعدها. فبعض الطلاب ينفعل أو يضطرب عندما يطلب منه حل مشكلة رياضية وتسمى هذه قلق الرياضيات أو فوبيا الرياضيات؛ لأن الطالب لا يحبذ مادة الرياضيات ولا ينظر إليها بارتياح ويحاول تجنبها ويعبر عن غضبه حول هذه المادة وأنها غير مفيدة له ويقصد بها تعقيد الطالب فقط كما يعتقد.

والطلاب الذين يعانون من صعوبات تعليم الرياضيات ربما لديهم نقص في التركيز أو الانتباه مع خطوات حل المشكلة، و صعوبة في التمييز بين الأعداد والرموز الرياضية وفهمها بشكل متسلسل وفي علم الرياضيات نفسه فإن هناك تضيفات لصعوبات التعلم منها صعوبة التعلم الرمزية، وصعوبة التعلم اللفظية، والاصطلاحية والكتابية والمفاهيمية، وصعوبة تعلم العملية وإجراءاتها. ولا يتحمل الطالب بطبيعة الحال المسؤولية كاملة عن هدم تقبله لهذه المادة فهناك المعلم وهناك المنهج.. فربما يكون المنهج قد صمم بطريقة غير مناسبة تنفر الطالب من هذه المادة وتبعده عنها فهناك تصميم مناسب لكل مرحلة وطرق جاذبة تخفف من حدة هذه الصعوبات حتى وإن كانت المعلومات المقدمة كثيرة إلا إن طريقة عرضها وتبسيطها تخفف من حدة هذه الصعوبات وربما يكون للمعلم دور في ذلك فسرعة شرح المادة قد تفوق سرعة فهم وإدراك الطالب، وعدم المراجعة المناسبة، والإيقاع السريع والاهتمام بإنهاء المنهج، والافتقار إلى التسلسل والترابط، ونقص التواصل وكفاءة المعلم كلها عوامل تؤثر في فهم الطلاب لهذه المادة وتقبلها.. مرة أخرى كما هي دائماً تمد جامعة الملك سعود يدها للمجتمع لتناقش قضية مهمة تؤرق بال الطلاب وأولياء الأمور باحتضانها لعدد كبير من المعلمين والمشرفين وأساتذة الجامعة ومسؤولي وزارتي التعليم العالي والتربية والتعليم ومن خلال مركز التميز لتطوير تعليم العلوم والرياضيات بالجامعة، وذلك بهدف تطوير طرائق تدريس الرياضيات والتخفيف من حدة الصعوبات والمشكلات التي تواجه تعليم الرياضيات المتعلقة بالطالب والمعلم والمنهج والبيئة التعليمية بشكل عام وعلى الله الاتكال.

كلية التربية - جامعة الملك سعود



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد