عندما انتشرت متلازمة داون أو ما يعرف (بالطفل المنغولي) بين أطفالنا في السنوات الأخيرة بشكل لافت! وهي إحدى أنواع الإعاقة ولكن لا تعرف أسبابها ولم يعثر على علاج لها يخلص آلاف الأطفال من هذه العاهة!
وعلى الرغم من تزايد الحالات؛ إلا أنه لا توجد مراكز متخصصة لاستقبال هؤلاء الأطفال وتأهيلهم! بينما يوجد قسم صغير تابع لجمعية النهضة الخيرية في الرياض برسوم عالية وباهظة التكاليف وكذلك مركز (دسكا لمتلازمة داون).
تقول أم أحد الأطفال: (والله إن بعض الأمهات لم تسجل ابنها في جمعية النهضة أو مركز دسكا لعدم مقدرتها على دفع الرسوم، أو توفير المواصلات فتتحمل الأسر المتاعب من أجل الوصول للمركز! كما يلزم تسجيل الطفل منذ الولادة لكي يأتيه الدور بعد ثلاث سنوات! وأعداد الأطفال تزداد يوما بعد يوم، والملفات مكدسة حسب إفادة مشرفة التسجيل!)
ولئن تخلت وزارة الشؤون الاجتماعية - للأسف - عن دورها في هذا الأمر، فإنه يحسن بالميسورين عند بذل الخير عدم الاقتصار على بناء مساجد في الداخل والخارج وإنما يتعدى ذلك بالمساهمة في إنشاء مراكز لهؤلاء الأطفال، كما على الشركات العملاقة ورجال الأعمال الاضطلاع بهذا الدور الحيوي الذي سوف يساعد شريحة كبيرة من الأطفال بالاندماج مع المجتمع.
ولعل مراكز الأعمال الخيرية هذه تخفف عن كاهل الأسر تكاليف تعليم هؤلاء الأطفال وتدريبهم على المهارات الاجتماعية والإشراف على علاجهم لتكتفي الأسرة بتحمل هموم قضاء احتياجاتهم الضرورية، في ظل معاناة بعضها من ظروف اقتصادية خانقة!
وفي الوقت الذي يهبُ المخلصون لفتح مراكز للأطفال التوحديين وتدريبهم ودمجهم في المجتمع - وهو توجه جميل - فإننا نطالب بفتح مجال أرحب ليضم أطفال (متلازمة داون) فهم لا يقلون عن أولئك احتياجا إن لم يفوقوهم.
ولو خصص رجال الأعمال 10% من الأموال التي ينفقونها للتعريف بسلعهم وأنواع تجارتهم، لأمكن فتح مراكز عديدة لرعاية هذه الفئة في مناطق مختلفة في بلادنا الحبيبة. وها أنا ذا أعرض عليهم أحد أنواع التجارة الرابحة مع الله، ومع المجتمع الذي يستحق أطفاله الالتفات والعناية.
وأكاد أذكر - بثقة - بعض أسماء رجال الأعمال الذين تتدفق منهم الخيرية ويجري من أيديهم السخاء ويتضوع منهم العطاء، إلا أن الطموح أكبر للحصول على عدد أوفر من الأسماء الكريمة لضمان إنشاء مراكز متقدمة على المستوى الاجتماعي والتربوي يضاهي جمعية رعاية الأطفال المعاقين.
فمن لي برجل في قامة الأمير سلطان بن سلمان؟
ومن يا ترى يقول أنا لها؟!
حتماً سأكشف عن تلك الأسماء في مقالة قادمة.
rogaia143@hotmail.Com
ص.ب260564 الرياض 11342